دقّ هجوم شيراز الإرهابي ناقوس الخطر من دخول إيران في مرحلة من التدهور الأمني
هكذا، يبدو أن هجوم شيراز الإرهابي دقّ ناقوس الخطر من دخول إيران في مرحلة من التدهور الأمني، وهو ما سيدفع قوّات الأمن والشرطة إلى تشديد إجراءاتها خلال الأيام المقبلة، وسط ما يبدو أنه مزاج عام داعم لهذه الإجراءات. وفي هذا الخصوص، رأت صحيفة «كيهان» الأصولية أنه «لو تمّ التعامل مع مُثيري الشغب بما يتناسب مع ممارساتهم، ربّما لم نكن نشهد ما حدث يوم أمس، ولما كان الإرهابيون رأوا أن الأجواء باتت مهيّأة وجاهزة لهم لاقتراف جريمة كهذه»، مضيفة إن «اعتماد سياسة التسامح والحلم والمداراة مع هؤلاء ومَن يُوجّهونهم، أوصل الأمر إلى هذا الحدّ». ورأت صحيفة «جوان»، القريبة من «الحرس الثوري»، من جهتها، في مقال بعنوان «حمام الدم في شاه جراغ»، أن «الشغب والإرهاب يشكّلان قطعتَي أحجية لحرب مركّبة تُشنّ ضدّ إيران»، قائلة: «عندما نتحدّث عن الهجوم المُعادي المركّب، فإن تزامنه مع الدعوة التي أطلقتها الفئات المناوئة للثورة للقيام بأعمال شغب ووضع عقوبات جديدة، يجعل الموقف ذا مغزى. وكأن ثمّة أحجية، تتوارد قِطعها الواحدة تلو الأخرى لتأخذ مواقعها». أمّا صحيفة «إيران» الحكومية، فقد نبّهت، في مقالها الافتتاحي بعنوان «الاضطرابات تعبّد الطريق للاغتيال»، إلى أن «استمرار أعمال العنف، حتى بصورة متفرّقة، يمهّد الأرضية للمزيد من الإجراءات الأمنية المضادّة ضدّ البلاد ومواطنينا. والمتوقّع من الجهاز الأمني والشرطي أن يتصدّى بحزم وقوة لمُثيري الشغب والفوضى».
وعلى مدى الأسابيع الأخيرة، حذّر الكثيرون في إيران، حتى من بين منتقِدي النظام، من أن الاحتجاجات لا يجب أن تأخذ طابعاً راديكالياً، وتتحرّك في اتّجاه زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد. وممّا فاقم تلك الهواجس، وجعَلها تطفو إلى السطح، وقوع بعض الاشتباكات المسلّحة، وعلى وجه التحديد في محافظة سيستان وبلوجستان جنوب شرق إيران والمتاخمة لباكستان، وكذلك محافظة كردستان غرب البلاد والمتاخمة لإقليم كردستان العراق، والتي كان محورها المجموعات المذهبية المتطرّفة أو تلك الانفصالية.
وفي خضمّ هذه الأجواء المشحونة في الداخل الإيراني، لا تزال علاقات الغرب مع إيران تشهد مزيداً من التوتّر، إذ أقدمت الولايات المتحدة، أوّل من أمس، في إطار العقوبات الغربية الجديدة المتعلّقة بـ«حقوق الإنسان»، على إدراج 14 من المسؤولين العسكريين والمدنيين، وكذلك 3 كيانات إيرانية، على قائمة العقوبات. وبالتزامن، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أنها تُراجع علاقات ألمانيا السياسية مع إيران، وأنها ستفرض قيوداً على إصدار تأشيرات على الصعيد الوطني، للطاقم الدبلوماسي والخدمي الإيراني، بينما يسري حديث عن تهيّؤ الاتحاد الأوروبي لفرْض رزمة عقوبات جديدة على طهران. وفي المقابل، فرضت وزارة الخارجية الإيرانية عقوبات ضدّ أشخاص وكيانات في الاتحاد الأوروبي «بسبب إجراءاتهم المتعمّدة في دعم الإرهاب والمجموعات الإرهابية».