رحّب البيت الأبيض، أمس، باقتراح قانون من شأنه أن يمكّن الولايات المتحدة من حظر تطبيق «تيك توك» للفيديوهات القصيرة المملوك لشركة صينية، وفق ما أعلن مستشار الأمن القومي، جايك سوليفان.
واقتراح القانون قدّمه عضو مجلس الشيوخ الديموقراطي المخضرم، مارك وورنر، والسناتور الجمهوري عن ولاية داكوتا الجنوبية، جون ثيون، ويعكس تفاهماً سياسياً نادراً بين الحزبين في الكونغرس.

وقال مستشار الأمن القومي: «نرحّب بمجموعة أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين، بقيادة السناتورين وورنر وثيون، اللذين تقدّما اليوم باقتراح قانون يرمي إلى منع المخاطر الأمنية التي تتهدّد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات».

وشدّد سوليفان، في بيان، على أنّ مشروع القانون الذي حاز على تأييد الحزبين، «من شأنه أن يمكّن حكومة الولايات المتّحدة من منع حكومات أجنبية من استغلال خدمات تكنولوجية، بطريقة تعرّض بيانات حسّاسة لأميركيين وأمننا القومي لمخاطر».

ويعزّز اقتراح القانون المطروح على مجلس الشيوخ، والذي وفّر البيت الأبيض الدعم له، الزخم السياسي ضدّ «تيك توك» المستهدف أيضاً من تشريع منفصل مطروح على مجلس النواب.

في السياق، اعتبر السناتور وورنر، في بيان، أنّ «التهديد الذي يتحدّث عنه الجميع حالياً هو (تيك توك)، وقدرته على تعزيز قدرات (الحزب الشيوعي الصيني) على المراقبة، أو تسهيل نشر حملات تأثير خبيثة في الولايات المتّحدة».

وأضاف: «قبل تيك توك كانت (هواوي) و(زد تي إي) تشكلان خطراً على شبكات الاتصالات في بلادنا. وقبل ذلك كانت (كاسبرسكاي لاب) الروسية تشكل خطراً على أمن أجهزة الحكومة والشركات»، على حدّ تعبيره.

يأتي هذا في وقت يتّفق الكونغرس والبيت الأبيض على وجوب إصدار قانون لكبح تطبيق «تيك توك»، وقد تعزّزت بشكل كبير فرص إقرار نصّ تشريعي بهذا الاتجاه.

وتطبيق «تيك توك» مملوك لشركة «بايتدانس» الصينية، ويتجاوز عدد مستخدميه المليار شخص حول العالم، والمئة مليون في الولايات المتحدة حيث يلقى رواجاً خصوصاً لدى الشباب.

وردّ القيّمون على التطبيق بالإشارة مجدّداً إلى مفاوضات استمرّت أشهراً مع «لجنة الاستثمارات الأجنبية» في الولايات المتحدة، وهي وكالة حكومية تُجري تقييماً للمخاطر التي قد تشكلّها الاستثمارات الأجنبية على الأمن القومي الأميركي.

في الإطار، أكّدت المتحدثة باسم «تيك توك»، بروك أوبرويتر، في تصريح لوكالة «فرانس برس»، على أنّ «إدارة بايدن لا تحتاج إلى إجراء في الكونغرس للتصدّي لهواجس الأمن القومي حول (تيك توك): بل يمكنها المصادقة على اتفاق تمّ التفاوض بشأنه على مدى سنتين مع (لجنة الاستثمارات الأجنبية) في الولايات المتحدة، التي أمضت الأشهر الستة الماضية في مراجعته».

وشدّدت المتحدّثة باسم التطبيق، على أنّ أيّ حظر أميركي سيكون بمثابة «حظر على تصدير الثقافة والقيم الأميركية إلى أكثر من مليار شخص يستخدمون خدمتنا حول العالم».

وفي كانون الثاني، منعت السلطات الأميركية موظفي الإدارات الحكومية من تنزيل تطبيق «تيك توك» على أجهزتهم الرسمية. كذلك، مُنع الموظّفون المدنيون في الاتحاد الأوروبي وكندا والدنمارك، من تنزيل التطبيق على هواتفهم المحمولة الرسمية.