أفاد مسؤول عسكري أميركي كبير شبكة «CNN» بأن قرار الولايات المتحدة إطلاق طائرات الاستطلاع من دون طيار الخاصة بها جنوباً فوق البحر الأسود بعد تحطم طائرة أميركية في أوائل شهر آذار «يحد بالتأكيد من قدرتنا على جمع المعلومات الاستخبارية» المتعلقة بالحرب في أوكرانيا.
وأوضح المسؤول أن تحليق الطائرات من دون طيار لمسافات طويلة «يقلل من جودة المعلومات الاستخباراتية التي يمكن أن تجمعها»، مشيراً إلى أن أقمار التجسس الاصطناعية «يمكن أن تعوض إلى حد ما ولكن بأوقات أقصر فوق الأهداف، مما يقلل مرة أخرى من الفعالية بالنسبة لطائرات المراقبة من دون طيار»، بحسب الشبكة.

يُشار إلى أنه في أعقاب حادثة البحر الأسود، بدأت طائرات الاستطلاع من دون طيار الأميركية التحليق على ارتفاع أعلى فوق البحر الأسود، بهدف تجنب أي حوادث يمكن أن تتصاعد إلى صراع مباشر مع الجيش الروسي، مما جعلها بعيدة من المجال الجوي المحيط بشبه جزيرة القرم والأجزاء الشرقية من البحر الأسود.

وقال أحد المسؤولين الأميركيين، لـ«CNN»، إن الطرق الجديدة كانت جزءاً من جهد «لتجنب الاستفزاز الشديد»، مشيراً إلى أن رحلات الطائرات من دون طيار ستستمر على هذا النحو «في الوقت الحالي»، لكنه أضاف أن هناك بالفعل «شهية» للعودة إلى الطرق الأقرب إلى الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.

ورداً على سؤال حول تأثير الطرق الجديدة على جمع المعلومات الاستخباراتية، قال المتحدث باسم البنتاغون، الجنرال باتريك رايدر: «لن نناقش المهام أو الطرق أو توقيت العمليات. كما أننا لن نناقش العمليات الاستخباراتية بخلاف القول بأننا نحتفظ بقدرة قوية على عمليات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (ISR) في المنطقة وخارجها».

وفي 14 من الشهر الجاري، تحطمت مسيّرة أميركية من طراز «ريبر MQ-9» بعد اعتراضها من قبل طائرتين روسيّتين بحسب الرواية الأميركية للحادث، التي نفتها موسكو قائلة إن الطائرة تحطمت بعد «مناورات خطيرة»، مؤكّدة أن الطائرة حلقت «عمداً وبشكل استفزازي» بالقرب من المجال الجوي الروسي مع إغلاق أجهزة الإرسال، وسارعت «بالدفع بالمقاتلتين لتحديد هويتها».

وإثر الحادث، طالبت موسكو واشنطن بالابتعاد تماماً عن مجالها الجوي والتقيّد بمنطقة حظر الطيران، مشيرة إلى أن «تحليق طائرات استراتيجية أميركية غير مأهولة قبالة سواحل القرم هو ذو طبيعة استفزازية، ما يهيّئ الأجواء لتصعيد الأوضاع».