تصاعدت التظاهرات في الشوارع الفرنسية ضدّ قرار إصلاح النظام التقاعدي في البلاد، لليوم العاشر على التوالي، ما أسفر عن صدامات بين الشرطة ومئات المحتجّين، بعد وصول الحوار بين حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون والنقابات إلى طريق مسدود، ودعوة النقابات إلى التظاهر غداً وتحديد يوم 6 نيسان المقبل إضراباً شاملاً في كل أنحاء البلاد.
وقالت الشرطة الفرنسية إنها اعتقلت 22 شخصاً في باريس، بعدما تدخلت قوات الأمن لتفريق المحتجّين بعد أنّ أضرموا النار في حاوية قمامة قبيل وصول المسيرة الاحتجاجية الرئيسية إلى ساحة لا ناسيون.

واشتبك متظاهرون مع قوات أمنية، بعد ظهر اليوم، في مدينة نانت (غرب) حيث أضرمت النار في أحد فروع مصرف، واستهدفت المحكمة الإدارية وكذلك في مدينة رين (غرب) حيث وقعت عمليات تخريب.

وذكر مقر شرطة باريس أنّ قوات الأمن أطلقت القنابل المسيلة للدموع لـ«تفريق التظاهرة»، والسماح «لفرق الإطفاء بالتدخّل»، و«تسهيل تقدّم المسيرة».

وفي باريس، أُغلق برج إيفل وقصر فيرساي بسبب حركة الإضرابات، وتتكدس آلاف الأطنان من القمامة في شوارع العاصمة بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من إضراب مفتوح لجامعي النفايات.

وبحسب نقابة «سي جي تي» فقد شارك نحو 450 ألف متظاهر اليوم، مقابل 800 ألف في 23 آذار، فيما ذكرت الشرطة أنّ نحو 740 ألف متظاهر نزلوا اليوم في فرنسا.

وأعلن الأمين العام لنقابة «سي جي تي، فيليب مارتينيز، أنّ النقابات «سترسل رسالة إلى رئيس الجمهورية» لمطالبته مجدداً بـ«تعليق مشروعه»، فيما يتهم بعض المعارضين اليساريين، منهم القيادي في الحزب الشيوعي فابيان روسيل، الرئيس الفرنسي بأنه «يراهن على تلاشي» الحركة الاجتماعية.

وبينما طالب الأمين العام لنقابة «سي أف دي تي» لوران بيرجيه، الحكومة بإقامة «وساطة» من أجل «إيجاد مخرج»، رفض الناطق باسم الحكومة الفرنسية، أوليفييه فيران، اقتراح النقابات، ورأى أنّ مصير الإصلاح أصبح في أيدي المجلس الدستوري، مشيراً إلى أنّ الحكومة «حصن ضدّ العنف غير المشروع».

وتفاقمت الاحتجاجات ضد التعديل الذي طرحه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، منذ تبنّت الحكومة النصّ من دون تصويت في الجمعية العامة، فيما لم تؤّد اقتراحات بحجب الثقة إلى الإطاحة بالحكومة.

ومذاك الحين، شهدت التظاهرات أعمال عنف متزايدة، وأُصيب خلالها عناصر في الشرطة ومتظاهرون وأُحرقت مبان عامة، وتسبّب قطع الطرق والإضرابات والتظاهرات منذ عدة أيام، باضطرابات في إمدادات الوقود في بعض المناطق الفرنسية، وعلى بعض الطرق ومستودعات الخدمات اللوجستية.

وعرقل متظاهرون حركة القطارات في محطة غار دو ليون في باريس، وطلبت المديرية العامة للطيران المدني اليوم الثلاثاء، من شركات الطيران مجدداً إلغاء بعض رحلاتها الخميس والجمعة المقبلين، لا سيّما في مطار باريس-أورلي، بسبب إضراب مراقبي الحركة الجوية.