حذّر رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال مارك ميلي، اليوم، من التحالف المتنامي بين الصين وروسيا خاصّة في ما يتعلّق بالقدرات النووية، الذي تُضاف إليه إيران، ما سيُشكّل «إشكالية» للولايات المتحدة «لسنوات عديدة مقبلة».
وقال ميلي، أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب اليوم، إن الصين وروسيا «تقتربان من بعضهما البعض»، وخاصة في ما يتعلق بالقدرات النووية. وأضاف: «إذا أضفت إيران باعتبارها الدولة الثالثة، فإنّ هذه البلدان الثلاثة معاً ستكون إشكالية لسنوات عديدة مقبلة».

وأشار ميلي، إلى جانب وزير الدفاع لويد أوستن في جلسة استماع مخصصة لطلب ميزانية العام المالي 2024 لوزارة الدفاع، إن الولايات المتحدة بحاجة إلى «تجاوز» الصين، وتحديداً في قوتها العسكرية، وذلك بعد أسابيع من إعلان الصين عن ميزانيتها العسكرية البالغة 230 مليار دولار، بزيادة 7.6% عن العام الماضي.

وتأتي شهادة ميلي بعدما قدّم البنتاغون أكبر طلب ميزانية على الإطلاق للسنة المالية 2024 بقيمة 842 مليار دولار، بزيادة قدرها 3.2% عن السنة المالية 2023، وحثّ الكونغرس على اتخاذ إجراءات للموافقة على الميزانية على الفور، مشيراً إلى أن التأخيرات تشكل «تهديداً خطيراً» عند مواجهة خصم مثل الصين.

وقال ميلي إن الصين ستصبح «متفوقة» عسكرياً على الولايات المتحدة بحلول منتصف القرن، محذّراً من أنه «ربما لن نكون قادرين على فعل أي شيء لوقف إبطاء أو تعطيل أو اعتراض أو تدمير برنامج التطوير النووي الصيني الذي توقّعوه خلال السنوات العشر إلى العشرين القادمة (...) سيفعلون ذلك وفق خطتهم الخاصة».

وأضاف: «سيتعيّن علينا ليس فقط مواكبة الوتيرة، ولكن علينا تجاوز ذلك، وهذا سيضمن السلام»، مشيراً إلى أنه لمنع ذلك «لدينا نفوذ ضئيل للغاية. على ما أعتقد يمكننا القيام به خارجياً». وتابع أن لدى الصين قدرة نووية «مهمة»، مشيراً إلى أن الصواريخ الصينية البالستية «يمكن أن يصل مداها إلى الولايات المتحدة».

كما سلّط ميلي الضوء على التقييم السنوي للتهديدات الذي أصدره «مجتمع الاستخبارات الأميركي» (IC) في وقت سابق من هذا الشهر، وجاء فيه أن بكين تعزز قدراتها في مجال الإنتاج الدفاعي المحلي لأسلحة الدمار الشامل والأسلحة التقليدية المتقدمة، وتبني مئات الصوامع الجديدة للصواريخ البالستية العابرة للقارات.

وبالنسبة إلى الصين وروسيا، فقد حذّر ميلي من أن بلاده تواجه حالياً «قوّتين عظميين مسلّحتين نووياً»، بينما قال التقييم نفسه إن روسيا «تحتفظ بأكبر مخزون من الأسلحة النووية وأكثرها قدرة، وتواصل توسيع قدراتها وتحديثها في مجال الأسلحة النووية».

أمّا في ما يتعلق بإيران، قال ميلي إن طهران «تتّخذ إجراءات لتحسين قدراتها لإنتاج سلاح نووي»، محذّراً من أنه «منذ صدور القرار الإيراني، يمكن أن تنتج إيران ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي في أقلّ من أسبوعين، ولن يستغرق الأمر سوى عدة أشهر أخرى لإنتاج سلاح نووي فعلي».

وأضاف: «تظلّ الولايات المتحدة ملتزمة من حيث السياسة بأن إيران لن تمتلك سلاحاً نووياً»، مشيراً إلى أن الجيش الأميركي «طوّر خيارات متعددة لقيادتنا الوطنية للنظر فيها، إذا قرّرت أو عندما تقرر إيران تطوير السلاح النووي».