لا تزال موسكو تطلق تحذيراتها بشأن اتفاق الحبوب عبر موانئ البحر الأسود، توازياً مع عدم الوفاء بتذليل العقبات أمام صادراتها وأسمدتها من قبل الغرب، وذلك بعد موافقتها على مضض هذا الشهر على تمديده لمدة شهرين تنتهي في 17 تموز المقبل. ومنذ توقيعه بين روسيا وأوكرانيا برعاية تركية وأممية، في تموز الماضي، ظَلّ اتفاق الحبوب محطّ انتقاد روسيا، كونه أوّلاً لم يسهّل تصدير البضائع الروسية، وسمح ثانياً بوصول الحبوب إلى الدول الغنية دوناً عن تلك الفقيرة.
واليوم، جاء التحذير على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف، أثناء زيارته إلى العاصمة الكينية نيروبي، حيث قال: «إذا بقي كل شيء على ما هو عليه، وواضح أنه سيبقى كذلك، فسيكون من الضروري المضي انطلاقاً من حقيقة أنه (الاتفاق) لم يعد يعمل»، مشيراً إلى أن الاتفاق لم يتحقق «مطلقاً». وأكّد لافروف، الذي تعتبر زيارته لكينيا هي الخطوة الأولى في جولة أفريقية، أنه لم يصل للدول الأكثر فقراً في العالم سوى أقل من ثلاثة في المئة فقط من 30 مليون طن من الحبوب التي تم تصديرها بموجب الاتفاق. وأضاف لافروف، الذي زار القارة الأفريقية ثلاث مرات على الأقل هذا العام، أن بلاده ستسلّم العديد من الدول الأفريقية شحنات أسمدة، مشيراً إلى أن شحنة ستصل إلى ميناء مومباسا الكيني «في غضون أيام فقط». وأكّد أن هذه الأسمدة بعد معالجتها المناسبة ستكون ذات أهمية كبيرة للأغراض الزراعية لهذا البلد الأفريقي. وأضاف أن روسيا وافقت على التبرع بنحو 300 ألف طن من الأسمدة الروسية المحتجزة في موانئ أوروبية.

وبالتزامن، قالت مجموعة «أورالشيم-أورالكالي» الروسية، اليوم، إن شحنة مؤلفة من 34 ألف طن من الأسمدة وصلت وصلت إلى ميناء مومباسا في كينيا، مشيرةً إلى أنه يجري حالياً تفريغ شحنة أخرى. وكان هذا هو التبرع الثاني للشركة من الأسمدة العالقة في الموانئ والمستودعات الأوروبية. إذ تم تسليم حمولة 20 ألف طن من الأسمدة المعقدة إلى ملاوي في أوائل آذار الماضي. وفي السياق، قال لرئيس التنفيذي لشركة «أورالشيم»، دميتري كونييف، إن الاضطرابات في الإمدادات الدولية من مغذيات المحاصيل التي شهدناها جميعاً أخيراً زادت بشدة من مخاطر المجاعة في أجزاء كثيرة من الكوكب ووضعت مئات الملايين من الناس على شفا المجاعة».

وكانت روسيا علّقت مشاركتها اتفاق الحبوب، في تشرين الثاني عام 2022، ردّاً على الهجوم الذي تعرّضت له سفنها في مدينة سيفاستوبول، على أيدي كييف، معبّرةً عن موقف حاسم إزاء السماح بمرور السفن في البحر الأسود من دون تفتيش، بعد أن صار الممرّ يُستخدم لأغراض عسكرية ضدّها.