ما إن تراجعت التوترات في إقليم ناغورنو قره باغ، أمس، مع استئناف دخول المساعدات الإنسانية إليه، بعد مواقفة الحكومة الأذربيجانية على استخدام الأرمن للطرق التي تربط الجيب بأرمينيا وأذربيجان، حتى أعلنت الأخيرة، اليوم، إطلاق «عمليات لمكافحة الإرهاب» في المنطقة المتنازع عليها، ضدّ من تسمّيهم بـ«الانفصاليين الأرمن» الذين اتّهمتهم بقتل أربعة أفراد من الشرطة ومدنيَّين بانفجار لغمَين.

وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية في بيان: «بدأت عمليات لمكافحة الإرهاب في المنطقة»، مضيفة أنها تستخدم «أسلحة عالية الدقة عند الخطوط الأمامية وفي العمق»، في إطار هذه العمليات، مشيرة إلى أنها أبلغت روسيا وتركيا.
وعلى خلفية ذلك، طالبت أذربيجان بانسحاب أرميني «كامل وغير مشروط» من المنطقة، فيما دعا رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان روسيا والأمم المتحدة إلى «اتخاذ إجراءات» حيال العملية العسكرية، مؤكداً أن الجيش الأرميني غير مشارك في القتال وأن الوضع «مستقر» عند الحدود الأرمينية الأذربيجانية.
وكانت الخارجية الأرمينية ندّدت بعملية أذربيجان العسكرية، قائلة إنها «عدوان واسع النطاق» بهدف «التطهير العرقي»، معتبرة أن على قوات حفظ السلام الروسية المنتشرة في الجيب أن «توقف العدوان» الأذربيجاني.
وفي وقت سابق، قالت أجهزة الأمن الأذربيجانية، في تقريرين منفصلين، إن الشرطيين الأربعة قتلوا عندما انفجرت سيارتهم بلغم على الطريق المؤدي إلى بلدة شوشا في ناغورنو قره باغ، الخاضعة لسيطرة أذربيجان، كما قُتل المدنيان بانفجار لغم في المنطقة نفسها. واتهمت الأجهزة الأمنية الأذربيجانية مجموعة من «المخربين» الأرمن بزرع الألغام وارتكاب عمل «إرهابي».
وبحسب مصدر أفاد وكالة «فرانس برس»، فإن عناصر الشرطة قتلوا قرابة الساعة الرابعة والنصف فجراً بالتوقيت المحلي، في نفق في إقليم خوجافند عندما كانوا يتجهون إلى موقع انفجار لغم مضاد للدروع في سيارة المدنيين اللذين قتلا في المنطقة نفسها. وأضاف أن المدنيين القتيلين موظفان في مصلحة الطرقات الأذربيجانية.
والجدير ذكره أن ألغاماً كثيرة منتشرة بالفعل في ناغورنو قره باغ التي كانت مسرحاً لحربين بين أرمينيا وأذربيجان في مطلع التسعينات ومن ثم في خريف عام 2020.