«عارض الأزياء» رئيسا للموساد

  • 0
  • ض
  • ض

أعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تعيين يوسي كوهين، مستشار الأمن القومي الحالي، رئيسا لجهاز الموساد للاستخبارات والمهمات الخاصة، لتتحدد بذلك هوية الرئيس الجديد للدبلوماسية الاسرائيلية الموازية، في علاقات اسرائيل غير المعلنة والبعيدة عن الاضواء، مع دول صديقة وحليفة في المنطقة العربية والعالم. وعليه، يكون نتنياهو قد انهى فترة انتظار وتكهنات سادت الاعلام العبري في الاسبوعين الماضيين، حول خليفة رئيس الموساد الحالي، تامير باردو، بتفضيله كوهين على منافسيه الاخرين، وهما نائب رئيس الموساد السابق والمدير العام لوزارة الشؤون الاستراتيجية الحالي، رام بن باراك، ونائب رئيس الموساد الحالي، الذي يشار إليه بالحرف "ن"، ويحظر نشر اسمه الكامل. وقال نتنياهو، في بيان صدر عن مكتبه الاعلامي، ان جهاز الموساد يعمل على مدار الساعة بجرأة لا مثيل لها لضمان امن اسرائيل في وجه تهديد الارهاب والتهديد الايراني وتهديدات اخرى. واضاف ان الموساد جهاز عملياتي واستخباري وأحيانا هو المسؤول عن اقامة علاقات سياسية، وخاصة مع دول لا نقيم معها علاقات رسمية، مشيرا الى ان الجهاز سيواصل تعزيز القوة الاسرائيلية واحباط التهديدات من خلال طرق وعمليات سرية، كما ان عليه ان يلائم قدراته مع عصر السايبر والتكنولوجيا المتطورة، ليكون افضل اجهزة الاستخبارات في العالم. وشدد نتنياهو على الدور الخاص الذي يؤديه الموساد في تقديم المساعدة على الصعيد الدبلوماسي وعلى صعيد تطوير علاقات اسرائيل السياسية والدبلوماسية في كل انحاء العالم، بما يشمل دولا عربية واسلامية، بما في ذلك دول عربية وإسلامية، لافتا الى ان هذه العلاقات جرى التعبير عنها في الاسبوع الماضي في باريس (خلال مؤتمر المناخ)، حيث التقيت زعماء كثيرين اعربوا عن تقديرهم لاسرائيل لانها تقف صامدة امام قوى التطرف الاسلامي. ولم يأت كوهين من خارج جهاز الموساد، رغم انه ترأس في السنوات الاخيرة مجلس الامن القومي، اضافة الى منصب مستشار رئاسة الحكومة لشؤون الامن القومي، اذ خدم كوهين طويلا في الموساد، وتولى سابقاً رئاسة شعبة «تسومت» في الجهاز، وهي الشعبة المسؤولة عن تجنيد العملاء حول العالم، كما تولى ايضا منصب نائب رئيس الموساد، الذي يجعله مرشحا طبيعيا لرئاسة الجهاز. كوهين، الذي يلقب في اسرائيل بـ «عارض ازياء»، بسبب ظهوره الأنيق واهتمامه الكبير بمظهره الخارجي، تنتظره تحديات غير سهلة كرئيس لأحد اهم اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية، التي اجملها الاعلام العبري بأربعة تحديات رئيسية: التهديد الايراني ومتابعة نشاطات طهران النووية والعمل على كشف اي انتهاك للاتفاق الذي وقعته اخيرا من الدول الكبرى، ومواصلة الجهود التي بدأها سلفه في المنصب مع الدول العربية المعتدلة، باعتبار الجهاز هو القناة الرئيسية للعلاقات السياسية غير المعلنة لاسرائيل، اضافة الى تتبع «الارهاب الاسلامي» وتحديدا تنظيم الدولة الاسلامية "داعش". التحدي الرابع الذي يواجه كوهين، هو تحد نابع من الساحة الداخلية الاسرائيلية نفسها، ومرتبط بعلاقاته الشخصية الوطيدة مع نتنياهو، اذ عليه ان يتخلص من صورة «المقرب» لديه، وان يثبت انه قادر بالفعل على مواجهته في القضايا الخلافية، حيث لجهاز "الموساد" رأي مخالف. وأشارت صحيفة هآرتس امس، الى ان قرب كوهين من نتنياهو هو «نعمة ونقمة في الوقت نفسه»، مضيفة ان «كوهين يعرف جيدا ما يدور في ذهن رئيس الحكومة، ويعرف نقاط ضعفه وقصوره، وهو الان امام اختبار كبير يتناقض مع منصبه الماضي كمستشار لنتنياهو، بان يقول الامور كما هي وان يعمل بمهنية واستقلالية، من دون السعي الى ارضائه وتملقه». من جهتها، شددت صحيفة "يديعوت احرونوت" على ان اختيار نتنياهو لكوهين رئيسا للموساد، يشير الى ان رئيس الوزراء "يولي اهمية خاصة جدا للعلاقات الخارجية السرية لاسرائيل مع دول لا تقيم معها علاقات دبلوماسية، وهي تحتل لديه رأس سلم اولوياته في هذه الفترة"، موضحة ان "العلاقات السرية مهمة جدا مع الدول العربية التي تفضل إقامة قنوات سرية مع إسرائيل، وخاصة في القضايا التي تجمعها وإسرائيل مصالح مشتركة"، واضافت انه «من دون هذا التعاون لن يكون بإمكان إسرائيل محاربة الإرهاب الذي يرعاه المحور الشيعي الراديكالي بقيادة إيران، ولا الإرهاب السني الجهادي وعلى رأسه تنظيم داعش". صحيفة "معاريف"، وتحت عنوان «نتنياهو أراد رئيساً للموساد يعرف اكتشاف رغبة أسياده»، أشارت إلى ان كوهين الرجل الفطن ومشغل العملاء «يملك افاقا ضيقة وجرأة محدودة»، وهذا ما يريده نتنياهو بالتحديد من رئيس الجهاز «فهو (كوهين) يعرف تحديد رغبة أسياده، ويقيس بدقة روح القائد، وليس مغامرا جدا. ويعرف جيدا نوعية البضاعة التي يطلبها سيده، وسيبذل كل جهد ممكن لتوفيرها له».

  • (أ ف ب )

0 تعليق

التعليقات