عرضت المفوضية الأوروبية أمس تقديم تمويل جديد بقيمة 700 مليون يورو، على مدى 3 سنوات، لمساعدة دول الاتحاد الأوروبي التي تواجه تدفق اللاجئين والمهاجرين، وفي مقدمها اليونان.
وقال المفوض الأوروبي المكلف شؤون المساعدة الإنسانية، خريستوس ستيليانيدس، إن المساعدة هذه ستذهب إلى «حيث هي مطلوبة بشكل ملحّ»، وإن أول 300 مليون يورو منها ستُصرف العام الجاري، ليُصرف 200 مليون منها في كل من السنتين التاليتين. ودعا ستيليانيدس الدول الأعضاء والبرلمان الأوروبي وهيئات الموازنة لدى الاتحاد إلى دعم هذا الاقتراح «سريعاً»، قائلاً إنه «يجب عدم إضاعة الوقت، واستخدام كل الإمكانات المتاحة لتجنّب معاناة إنسانية داخل حدودنا».
تسعى أنقرة لتوقيع اتفاق إعادة قبول مهاجرين مع 14 بلداً

ورغم أن اليونان تلقت في الأشهر الماضية أموالاً أوروبية لمواجهة تدفق المهاجرين، لكن الاتحاد الأوروبي لا يملك حالياً آلية موازنة تتيح له تلبية احتياجات إنسانية طارئة في دولة عضو، كما يمكنه أن يفعل بالنسبة إلى دول أخرى. وأرادت المفوضية «ملء هذا الفراغ عبر آلية المساعدة الطارئة»، بحسب المفوض. ولا يتضمن الاقتراح الخطي أسماء الدول المستفيدة من الآلية، رغم أن من الواضح أن اليونان ستكون في مقدمها. وعرضت أثينا أول من أمس «خطة طوارئ» على الاتحاد الأوروبي لمساعدتها على تنظيم استقبال 100 ألف مهاجر، حيث قدّرت احتياجاتها المالية بهذا الخصوص بنحو 480 مليون يورو، علماً بأن ثمة أكثر من 20 ألف مهاجر عالقين على أراضيها.
وقال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إن الأخير يمارس ضغوطاً على أنقرة لدفعها إلى خفض عدد المهاجرين الذين يصلون إلى اليونان من طريق البحر إلى أقل من 1000 مهاجر يومياً، وذلك مقابل استيعاب الاتحاد لاجئين من تركيا مباشرة. وفي مواجهة تفاقم أزمة اللاجئين في اليونان، طلبت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، عقد قمة طارئة للاتحاد الأوروبي مع تركيا في السابع من الشهر الجاري، وذلك في أعقاب اتصالات دبلوماسية مكثفة مع أنقرة، بهدف إنقاذ اتفاق أُبرم مع الأخيرة نهاية تشرين الثاني الماضي، تعهدت تركيا بموجبه الحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا.
وفي هذا السياق، أعلنت أنقرة أمس أنها على استعداد لتوقيع اتفاق إعادة قبول مهاجرين على أراضيها «مع 14 بلداً هي مصدر الهجرة غير الشرعية»، من أجل الحد من انتقال اللاجئين بين سواحلها والاتحاد الأوروبي، وذلك حسب ما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، تانجو بيلجيتش، الذي لم يسمِّ هذه الدول. ورأى بيلجيتش أنّ «من غير المعقول وقف الهجرة غير الشرعية على الفور؛ ليس لدينا عصا سحرية... نحن بحاجة للوقت والتصدي بحزم لهذه الظاهرة».
وكانت اليونان قد أعادت إلى تركيا، أول من أمس، نحو 150 مهاجراً، معظمهم من رعايا المغرب وتونس والجزائر، في إطار «اتفاق إعادة قبول» المهاجرين الموقّع عام 2002.
في السياق نفسه، تواصل أمس في مدينة كاليه الفرنسية تفكيك قسم من مخيم اللاجئين الساعين للانتقال إلى بريطانيا، والقادمين من سوريا وأفغانستان والسودان على وجه الخصوص، وذلك في أجواء من التوتر، ووسط انتشار أمني واسع، أعقبت مواجهات بين اللاجئين وقوات الأمن يوم الاثنين الماضي.

(الأخبار، أ ف ب، رويترز)