قتلت الشرطة التركية أمس إمرأتين تنتميان إلى تنظيم «الجبهة الثورية لتحرير الشعب» اليساري، بعدما هاجمتا حافلة تُقل عناصر من قوات مكافحة الشغب في منطقة بيرم باشا في إسطنبول.
وبحسب مصادر أمنية، لاذت المسلحتان بالفرار بعد إطلاق النار على الحافلة، ولجأتا إلى أحد مباني المنطقة، قبل أن تُقتلا خلال مداهمة نفذتها فرق «مكافحة الإرهاب»، مدعومة بمروحيات. وتوجّه والي إسطنبول، واصيب شاهين، إلى مديرية مكافحة الشغب، التي تقع في المنطقة نفسها، للاطلاع على تفاصيل الحادثة، ليعلن أن المهاجمتين قُتلتا، وأن اثنين من رجال الشرطة أُصيبا بجروح طفيفة في الهجوم. وبثت وسائل الاعلام التركية صور فيديو تظهر المرأتين وهما تفتحان النار بسلاح آلي على حافلة للشرطة، وذلك فيما قالت وكالة «دوغان» التركية للأنباء إن المرأتين ألقتا قنابل يدوية على مقر قيادة شرطة مكافحة الشغب في اسطنبول، ثم أطلقتا النار، قبل أن يرد عناصر المركز ويصيبوا إحداهما بجروح.
وفي بيان نشرته على موقع إلكتروني مقرّب منها، تبنّت «الجبهة الثورية لتحرير الشعب» الهجوم، وحيّت «المقاتلتان الشجاعتان من أجل الحرية»، اللتين قالت مصادر في الشرطة إنهما سيغديم ياكسي وبيرنا يلماز.
وشنّت الجبهة، منذ السبعينيات، هجمات عدة ضد رموز للدولة التركية والرأسمالية والمصالح الأميركية، فضلاً عن استهدافها المتكرر لرجال الشرطة الأتراك. وفي آب الماضي، تبنّت الجبهة هجوماً فتح فيه إثنان من عناصرها النار على رجال شرطة أمام مكتب رئيس الوزراء، أحمد داود أوغلو، في اسطنبول، دون أن تقع إصابات.
وفي سياق آخر، التقى رئيس الأركان التركي، خلوصي آكار، وزيرة الدفاع الألمانية، أورسولا فون دير ليين، ونظيره الألماني، فولكر فيكر، خلال الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى ألمانيا، والتي وصلها يوم الثلاثاء الماضي. ووفقاً لمصادر عسكرية تركية، بحث آكار والوفد المرافق مع المسؤولين الألمان «التهديد» الذي تواجهه تركيا من حزب العمال الكردستاني «وامتداده في سوريا»، حزب الإتحاد الديمقراطي، والتطورات الأخيرة في سوريا، ومهمة حلف شمال الأطلسي في بحر إيجة، في ما يخص الحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا، فضلاً عن التعاون العسكري المشترك بين تركيا وألمانيا.
وحول مسألة اللاجئين، حذّر المفوّض الأوروبي لشؤون الهجرة، ديمتريس أفراموبولوس، من أن أوروبا ستتوجه إلى «الكارثة» اذا لم يحصل «تقارب وتفاهم» بين الإتحاد الأوروبي وتركيا خلال القمة التي ستُعقد بين الإتحاد الأوروبي وتركيا في السابع من الشهر الجاري في بروكسل، لبحث مسألة اللجوء. وقال مسؤول تركي أمس، طالباً عدم الكشف عن هويته، «لا نريد ان تكون القمة (في بروكسل) مخصصة فقط للمهاجرين. يجب أن تأخذ بالاعتبار مجمل أوجه العلاقة بين تركيا والإتحاد الأوروبي». وأضاف المسؤول التركي، «نحن عازمون على وقف هذه الهجرة غير الشرعية، ولكن من المستحيل فعل ذلك بين ليلة وضحاها».
وفيما يريد القادة الأوروبيون خصوصاً أن يحصلوا من أنقرة على تطبيق أسرع لخطة العمل الموقعة بين الطرفين في تشرين الثاني الماضي، التي تعهدت بموجبها أنقرة منع انطلاق المهاجرين من شواطئها إلى اليونان، مقابل حصولها على مساعدة مالية وتنازلات سياسية، أوضح المسؤول التركي أن حكومته تريد، إضافة إلى فتح فصول جديدة لعملية انضمام تركيا إلى الإتحاد، أن تبحث القمة إلغاء تأشيرات الدخول التي فُرضت على المواطنين الأتراك، وذلك قبل تشرين الأول المقبل. وكان عدد من المسؤولين الأوروبيين قد أعربوا عن غضبهم من أنقرة التي لم توقف تدفق اللاجئين، وخصوصاً من سوريا.

(الأخبار، أ ف ب، رويترز، الاناضول)