بعد أربعةِ أيام من المعارك، أُعلن أمس وقفٌ لإطلاق النار في إقليم ناغورني كاراباخ ينهي قتالاً عنيفاً أوقع 64 قتيلاً، في وقتٍ دعت فيه «مجموعة مينسك» الطرفين إلى احترام وقف إطلاق النار وتفادي التصعيد.
وقالت وزارة الدفاع الأذرية، في بيان، إنه «باتفاق الطرفين، توقفت الأعمال العسكرية على الخط الفاصل بين القوات المسلحة لأرمينيا وأذربيجان». وذكرت وزارة الدفاع الأذرية في بيانها أن 16 من جنودها قتلوا في تجدد القتال خلال اليومين الماضيين.
وفيما حمّل نائب وزير خارجية أذربيجان، خلف خلافوف، في اجتماع إقليمي في العاصمة باكو، «مسؤولية كل ما يحدث» لأرمينيا «التي لا تهتم بحسم الصراع وتنتهك القانون الدولي»، أكّدت القوات المحلية في الإقليم، في بيان، أن أذربيجان «تزيد من عيار الأسلحة المستخدمة يوماً بعد يوم».
وجاء إعلان وقف إطلاق النار بعدما طالبت دول أوروبية عدة به، مخافة أن يسبب التصعيد حالةً من عدم الاستقرار في المنطقة التي تمر فيها أنابيب تنقل النفط والغاز للأسواق العالمية.
وفي السياق، دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أرمينيا وأذربيجان إلى احترام وقف إطلاق النار، في خلال مشاورات هاتفية مع نظيريه الأرميني سيرج سركيسيان والأذربيجاني، إلهام علييف، بمبادرةٍ روسية. وأكد بوتين أن روسيا ستواصل اتخاذ «كل مبادرات الوساطة اللازمة بهدف تطبيع الوضع»، مشدداً أيضاً على «أهمية إحياء عملية التفاوض بين يريفان وباكو بهدف إيجاد حلول تتيح تسوية سلمية لمشكلة ناغورني كاراباخ».
من جهتها، دعت «مجموعة مينسك» التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي تترأسها الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا، أرمينيا وأذربيجان إلى احترام وقف إطلاق النار. وقالت منظمة الأمن والتعاون في بيان صدر أمس إثر اجتماع عقدته في فيينا، إن ممثلي المجموعة «رحبوا بوقف الأعمال القتالية ودعوا الأطراف إلى احترامه». وشدّدت المجموعة على «أهمية العودة إلى عملية سياسية على أساس وقف دائم لإطلاق النار» لإيجاد تسوية لهذا النزاع.
وأوضح البيان أن رؤساء المجموعة، السفراء الروسي والأميركي والفرنسي، سيتوجهون «في الأيام المقبلة» إلى يريفان وباكو وناغورني كاراباخ. ووصف الرئيس الدوري للمنظمة، وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، وقف الأعمال القتالية بأنه «مشجع»، مؤكداً أن جهود المنظمة ينبغي أن تركز على تفادي «أي تصعيد جديد». يذكر أن «مجموعة مينسك» أنشئت عام 1992 بهدف إيجاد حل سلمي لهذا النزاع.
وعشية اجتماع مجموعة مينسك، عمل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حليف باكو، على تأجيج التوتر، مؤكداً أن «ناغورني كاراباخ ستعود يوماً، بلا شك، إلى أذربيجان». وأدان رئيس وزرائه، أحمد داود أوغلو، ما قال إنها هجمات أرمينية في الإقليم، مؤكداً أن تركيا ستواصل مساندتها لأذربيجان في الصراع.

(أ ف ب، رويترز)