كابول تعود إلى محاورة «طالبان»... و«الأطلسي» يعزز «بعثته»

  • 0
  • ض
  • ض

بعد مقاطعة الحكومة الأفغانية لـ«محادثات السلام» مع حركة طالبان، في تموز الماضي، عزفت كابول عن قرارها، متعهدةً مع نظيرتها الباكستانية «العودة للطاولة المستديرة». بالتوازي، أعلن حلف شمال الأطلسي «تمديد» إقامته في أفغانستان، وتعزيز بعثته في البلد الآسيوي. وصدر عن اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، والرئيس الأفغاني، أشرف عبد الغني، في باريس، أمس، بيان أكّد فيه الطرفان «استئناف عملية السلام والمصالحة»، لإنهاء الحرب المستمرة في أفغانستان منذ14 عاماً. وأضاف البيان أن الرئيسين اتفقا على «العمل إلى جانب الحكومة الأفغانية، بالإضافة إلى من يرغب في الاشتراك في هذه العملية، كأطراف سياسيين شرعيين، ضد من يرفضون أخذ طريق السلام». اللقاء الذي جرى على هامش قمّة «المناخ»، في العاصمة الفرنسية، حدث في ظل أجواء من «التوتر» المتزايد، بين البلدين. وتتهم كابول إسلام أباد بمساعدة «طالبان»، حين استولت لفترة وجيزة على مدينة قندوز في أيلول الماضي. في المقابل، لم تصدر «طالبان» موقفاً حاسماً من العرض الآسيوي المقدّم، إلا أنها كانت السبّاقة بالعودة إلى الطاولة، حين عيّن، زعيم الحركة، الملا أختر منصور، فريقاً جديداً في المكتب السياسي للحركة في قطر. وكانت باكستان قد استضافت في تمّوز الماضي، أولى جولات الحوار بين الحكومة الأفغانية وممثلين عن طالبان. غير أن الجولة الثانية، لم تحدث، بعدما سرّب خبر وفاة مؤسس الحركة، وزعيمها السابق، الملا محمد عمر، وتكتم الحركة عن الموضوع لمدّة عامين. وبعيداً عن الطاولة المستديرة، ونيّة الحكومة الأفغانية العودة إليها، فإن هذه الأخيرة تعمل على تفكيك «طالبان»، وإلحاق الهزيمة بها. ففيما تكثّف الحركة هجماتها، تسعى الحكومة إلى تجنيد الآلاف من أصحاب السوابق، لصالح القوات البريّة الأفغانية، التي تعاني من إصابات «قياسية» في صفوفها. وشهدت ولاية جوزجان، شمال البلاد، أمس، هجومين متزامنين، لـ«طالبان» على معسكرات الجيش في قرية جار قودوك، في قضاء قوش تبه، ومنطقة تراغلي أرابيا، في الولاية. وأدت الاشتباكات إلى مقتل خمسة مسلحين من الحركة، وإصابة آخرين، فيما لم تعلّق «طالبان» على الحدث. بدوره، يعتزم عبد الغني زيادة عديد «شرطة الدفاع المحلية»، المدعومة من الولايات المتحدة، لتصل إلى 45 ألف عنصر مقارنة بنحو 30 ألفاً، العاملة حالياً في جميع أرجاء البلاد. وتتولى هذه «الشرطة» مسؤولية الدفاع عن القرى، إلا أنها «تشبه الميليشيات في تعاملها مع المواطنين الأفغان»، بحسب تقرير أصدرته أخيراً مجموعة «الأزمات الدولية». في موازاة ذلك، أعلن الأمين العام لـ«حلف شمال الأطلسي»، ينس ستولتينبيرغ، أن «الدول الأعضاء في الحلف اتخذت قراراً بالحفاظ على الوجود العسكري في أفغانستان». وأشار، عقب اجتماع وزراء خارجية الدول المشاركة في بعثة «الأطلسي» في أفغانستان، إلى «أن الحلف سيطوّر تعاوناً طويل الأمد مع السلطات الأفغانية». وشدّد ستولتينبيرغ على أن أعضاء الحلف أكدوا التزامهم إقامة بعثة عسكرية تحت الإدارة المدنية في البلاد، موضحاً أن البعثة تضم 12 ألف عنصر من القوات العسكرية التابعة للحلف، وسترسل الولايات المتحدة نحو 7 آلاف، فيما سيتوزع العدد الباقي على أعضاء الناتو الآخرين. (أ ف ب، الأناضول)

0 تعليق

التعليقات