أعلنت المنظمة الدولية للهجرة، أمس، أن زهاء ستة آلاف مهاجر ولاجئ أبحروا من ليبيا إلى إيطاليا في الأيام الثلاثة الماضية، في ما وصفه البعض ببداية موجة هجرة جديدة قد تشهد انتقال نحو مئة ألف "وربما أكثر بكثير".ويحتمل أن يزيد التقرير المخاوف الأوروبية من عودة أعداد المهاجرين للارتفاع الشديد من ليبيا إلى إيطاليا مع إغلاق الطريق الأقصر عبر اليونان، بينما تستعد النمسا لوقف السفر على حدودها مع إيطاليا تحسباً لوصول المزيد من المهاجرين المتجهين إلى قلب الاتحاد الأوروبي. ولم يدخل أوروبا من طريق اليونان في الأيام الثلاثة الماضية سوى بضع مئات، في تغيّر كبير عن الوضع الذي ظل قائماً حتى إبرام الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لوقف التدفق في شهر آذار.
الرحلة من ليبيا إلى إيطاليا أطول وأكثر خطورة مقارنة بطريق تركيا

والرحلة من ليبيا إلى إيطاليا أطول وأكثر خطورة مقارنة بطريق تركيا ــ اليونان، رغم أن غياب حكومة فاعلة يجعل من السهل على مهربي البشر العمل دون رادع، وفق تقارير صحافية.
وقال المتحدث باسم المنظمة، جويل ميلمان: "إذا استمر هذا المعدل خلال أشهر الربيع والصيف المقبلين، فلدينا كل ما يدعو للاعتقاد بأن (أعداد) الوافدين إلى إيطاليا ستتجاوز مئة ألف للعام الثالث على التوالي، وقد يزيد بكثير جداً عن ذلك". وقال ميلمان إن "الحرب السورية لا تبدو سبباً في الموجة الأخيرة القادمة من شمال أفريقيا... إنّ عدد السوريين الذين وصلوا إلى إيطاليا منذ التغيير في الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا يمكن حسابه على أصابع اليد الواحدة كما أرى".
وفي عام 2014 وصل نحو 170 ألف مهاجر ولاجئ إلى إيطاليا، ووصل أكثر من 153 ألفاً في العام الماضي، مقارنة بنحو مليون قطعوا الطريق الأقل مسافة بين تركيا واليونان في 2015.
في غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينزي، أن بلاده لا تواجه "اجتياحاً" مع ارتفاع أعداد المهاجرين الوافدين من ليبيا، مجدداً دعوته إلى اعتماد استراتيجية أوروبية حيال هذه المسألة. وقال: "إنها مشكلة كبرى، لكن لدينا أفكار واضحة في كيفية مواجهتها. لا أريد التقليل من أهمية هذه المسألة، لكن... أعداد الوفدين بالكاد تفوق أعداد الذين وصلوا العام الماضي". وأضاف مشدداً: "أقول للإيطاليين: يجب أن نحتفظ بالمنطق والحكمة".
ومع اقتراب الذكرى الأولى هذا الأسبوع لأول حادثي غرق راح ضحيتهما 1200 شخص بين غريق ومفقود، يجوب أسطول من السفن المياه قبالة السواحل الليبية لمنع وقوع مآسٍ جديدة.
(أ ف ب، رويترز)