لكن السبب الخفي كان بيب غوارديولا: أحد أهم العوامل التي غيّرت في طريقة لعب المنتخب الإسباني. فبعد الثورة التي قدّمها بيب في عالم كرة القدم، والتي سار بها على خطى الرّاحل يوهان كرويف، من الكرة الشاملة إلى السهل الممتنع في اللعب والـ«تيكي تاكا» مع برشلونة في السنة الأولى له، انتقل ذلك إلى المنتخب الإسباني، لوجود لاعبي برشلونة بأدوار محورية في تشكيلة ديل بوسكي. لا يمكننا أن ننكر تأثير طريقة اللعب هذه على «ستايل» المنتخب الإسباني. فبطبيعة الحال، مع وجود لاعبين أساسيين من برشلونة مثل تشافي وإنييستا اللذين يمثّلان الأعمدة التي بنى عليها بيب غوارديولا فلسفته الجديدة (بالإضافة طبعاً إلى عامل ثالث مؤثر هو الأرجنتيني ليو مسّي)، في التشكيلة الأساسية للمنتخب الإسباني، فمن الطبيعي أن تتغيّر طريقة لعب المنتخب لتصبح مشابهة للنجاح الذي حققّه الفريق الكاتلوني مع بيب. هذا ما ظهر جليّاً في بطولة يورو 2012 التي أقيمت في بولندا وأوكرانيا، حيث ضمّت تشكيلة المنتخب الإسباني 7 لاعبين من النادي الكاتالوني: فيكتور فالديز، جوردي ألبا، جيرار بيكي، سيرجيو بوسكيتس، تشافي، أندريس إنييستا، سيسك فابريغاس وبيدرو رودريغيز. في المقابل، كان كل من أربيلوا وسيرجيو راموس وحارس المرمى إيكر كاسياس وتشابي ألونسو من ريال مدريد. طغت الألوان الكاتالونية على المنتخب الإسباني، بل وطغت معها طريقة اللعب «البيب غوارديولية» التي لاحظناها في البطولة، تحديداً في النهائي أمام إيطاليا.
كان الهدف الأول من تمريرة إنييستا لفابريغاس الذي مرّرها بدوره إلى دافيد سيلفا. الهدف الثاني جاء من تمريرة تشافي لجوردة ألبا الذي لم يتردد في تسجيلها في شباك بوفون. الهدف الثالث أيضاً بتمريرة حاسمة من تشافي لفرناندو توريس. في نهاية البطولة، حصد أندريس إنييستا جائزة أفضل لاعب في اليورو. في السنة ذاتها (2012)، كانت جائزة الكرة الذهبية المقدمة من «فيفا» ومجلة «فرانس فوتبول» محصورة بين ثلاثي النادي الكاتلوني، تشافي، إنييستا وليو مسّي، ما يدّل على أهميّة الثنائي الإسباني وقيمته في برشلونة والمنتخب الإسباني. (فاز برشلونة بلقبين لدوري الأبطال في 2009 و2011، بينما فاز المنتخب الإسباني بلقب كأس العالم 2010 ويورو 2012).