يضحك بعض من مثيري الشغب «الليونز» من تصريحات بعض الروس بأنهم سيتناولون الشراب احتفالاً بعد الاقتتال مع الإنكليز. في حديث لأحد عناصر «سموغيتس إيليت» وهو اسم أُطلق على مشجعين من منطقة ميدلزبره في تيسايد، شمال شرق إنكلترا، عرفوا بالشغب والوحشية خلال وجودهم في مدرجات ملاعب كرة القدم، يقول إن «مجموعة من الشركات الإنكليزية قد توحدت لتقديم الدعم للهوليغنز في مواجهة الهوليغنز الروس» مضيفاً: «إذا كان العالم يعتقد بأننا سنلعب لعبة كرة قدم جميلة ونشرب وننام وندردش، فإن ذلك لن يحدث أبداً». إذاً... «حان وقت الثأر ولا شيء سوى الثأر». هذا ما يريده بقوة المشجع البالغ من العمر 57 عاماً: «نريد أن نقاتل في الشوارع، كلنا مريض حتى الموت من الروس بعد ما حدث في فرنسا».في ذلك اليوم، كانت قنابل غاز تخنق الأزقة الضيقة لمدينة مارسيليا. نيران تحرق واجهات بعض المتاجر وأعمدة الإنارة، أدخنة متصاعدة وبقايا دماء على الأرصفة. تلك كانت صورة اليوم الصاخب في المدينة الفرنسية الجنوبية في يورو 2016. العنف والشغب كان العنوان الرئيسي للقاء الافتتاحي للمنتخب الإنكليزي ضد روسيا، تبعه شجار آخر مع الشرطة الفرنسية انتهى بالقبض على بعض المشجعين كما تعرض كثيرون للضرب من قبل شرطة مدينة مارسيليا التي أغلقت بعض الشوارع وحاولت عزل الجماهير الروسية عن الإنكليزية.
أحد المشجعين الروس نشر في حسابه على تويتر: تريدون حرباً، حسناً ستكون حرباً


دخل المشجعان الإنكليزيان «أندرو باش وستيوارت غراي» في غيبوبة وسط تلك الاشتباكات عندما نصب لهم أنصار الروس كميناً محكماً استخدموا فيه أسلحة حادة متنوعة. ومنذ ذلك اليوم، الملف فُتح ولم ولن يغلق، بحسب المشجعين الإنكليز. وبعدما أجبر أكثر من ألف مشجع إنكليزي من المشاغبين الهوليغنز، على تسليم جوازات سفرهم الى السلطات المحلية، بهدف منعهم من السفر الى روسيا، توعد الإنكليز بأنهم «سيشعلون الحرب العالمية الثالثة».
ولهذا قام عدد من جماعات ألتراس التشجيعية الإنكليزية بإرسال أشخاص إلى روسيا لجمع المعلومات اللازمة، كما اعترف عدد من المشجعين الإنكليز بأنهم لا يخافون الاحتجاز بقدر ما يرغبون بتلقين الجماهير الروسية درساً. مثيرو الشغب من النوادي الكبيرة في الشمال الشرقي ومنافسيهم في مانشستر وميرسيسايد وضعوا خطة للوصول إلى روسيا. لا يهتمون حتى بالذهاب لمتابعة مباريات إنكلترا الثلاث فهم ليسوا بحاجة إلى تذاكر. وبحسب أحد المشجعين: «نحن لا نهتم حقاً بكرة القدم، لدينا خطة للوصول إلى روسيا من دون أن نلاحَق كما وسنتعقب مثيري الشغب الروس». ذكريات العنف في يورو 2016 لا تزال حتى الآن فهل تهديدات الطرفين يمكن أن تؤدي الى تلك الحرب الموعودة؟

ولدنا لنقاتل
الآلاف من المشاغبين الروس أصدروا «تهديداً بالقتل» لجميع مشجعي إنكلترا الذين يتجرأون على السفر إلى البطولة هذا الصيف. أصبحت منتديات كرة القدم على الإنترنت ووسائل الإعلام في روسيا مليئة بالتهديدات والصور التي تظهر تدريبات خاصة بالهوليغنز الروس للمعركة المتعطشة للدماء. أحد المشجعين الروس نشر في حسابه على توتير: «تريدون حرباً، حسناً ستكون حرباً. في حزيران/يونيو لن نكتفي بالغناء، سنقوم بأكثر من ذلك، استعدوا للموت». وفي منشور آخر، ادعت روسية أن هناك خطة جارية «لإغراء البريطانيين» للبقاء في مدينة ريوتوف، شرق موسكو، خلال البطولة حتى يتم استهدافهم بسهولة. وزادت الأوضاع سوءاً بين البلدين بعد اتهامات بريطانيا لروسيا بتنفيذ هجوم كيماوي بغاز الأعصاب السام على سيرغي سكريبال وهو عميل روسي مزدوج سابق وتبادل البلدان طرد الديبلوماسيين. إذا كنت مقيماً في روسيا حالياً أو زائراً لمتابعة المونديال، ننصحك بالبقاء متيقظاً، فقد تكون مشاركاً في حرب عالمية ثالثة قد يكتبها التاريخ!