خاب أمل المغاربة. المنتخب المغربي التحق بشقيقه المصري في الخروج من دور المجموعات في الجولة الثانية من المجموعة الثانية من المونديال الروسي. اللعنة التي واكبت «أسود الأطلس» في مباراتهم الأولى مع إيران ومنعتهم من التسجيل، رافقتهم أمام البرتغال، وحرمتهم من ثلاث نقاط ثمينة كانوا بأمس الحاجة إليها. كانت مباراة مثيرة وكان عنوانها السيطرة والسلطنة والسطوة المغربية، التي باغتت أكثر المتفائلين بمستوى المنتخب المغربي. هدف المباراة الوحيد جاء من رجل الأرقام القياسية كريستيانو رونالدو، الذي أكّد أنه تفاجأ بالشراسة المغربية. وسجل البرتغالي ثاني أسرع هدف في تاريخ المونديال من ركلة ركنية (3 دقائق و 58 ثانية)، ليصبح أفضل هداف في تاريخ المنتخبات الأوروبية برصيد 85 هدفاً، وثاني أفضل هداف في العالم بعد الدولي الإيراني علي دائي (109 أهداف). لكن، لم يتأثر المنتخب الشمالي أفريقي برأسية رونالدو التي سكنت الشباك مبكراً، إذ كان وقع الصدمة عليهم عكسياً. حاصروا البرتغاليين وحاولوا التسديد على المرمى في أكثر من محاولة، إلا أن جميعها باءت بالفشل. كاد المهدي بن عطية لاعب يوفنتوس الإيطالي أن يسجل هدف التعادل في الدقيقة الحادية عشر من عمر المباراة، لكن حارس العرين البرتغالي باتريسيو كانت له كلمته. استحواذ وسيطرة وضغط كبير شنّه المغاربة على خصمهم، في ظل التراجع الدفاعي الواضح للمنتخب البرتغالي، الذي عانى وجاهد لحفظ مرماه من هدفٍ مستحق.
شوط المباراة الثاني لم يختلف كثيراً عن شوطها الأول. استمرّت المحاولات المغربية لهز الشباك مع تألق لافت للجناح المغربي نور الدين امرابط. على رغم توقع الكثيرين غيابه عن المباراة اليوم بسبب إصابته، إلا أنّ الروح والـ «الغرينتا» حضرت بقوة خلال دقائق المباراة التسعين. بدا الضياع واضحاً على لاعبي البرتغال، الذين اعتمدوا على الهجمات المرتدة في ظل التماسك بين خطوط «أسود الأطلس».
ودع المنتخب المغربي مونديال روسيا رسمياً بعد آمال عريضة(أ ف ب )

من جديد، أنقذ باتريسيو البرتغال من هدف التعادل في الدقيقة 57، حين ارتفع لاعب الوسط بالهاندة للأعلى للقاء ركلة حرة للمغرب وحوّل الكرة في الزاوية البعيدة، ليقذف باتريسيو نفسه ويصد الكرة بمهارة لافتة. على رغم ما قدمته المغرب من إمتاع وإقناع، وافتكاك للكرة، وإصرار لتحقيق التعادل، إلا أنها لم تجد الحلول لفك العقدة. استهلك المدرب الفرنسي هيرفي رونار تبديلاته الثلاث، فدفع بالكعبي، كارسيلا، وفيصل الفجر مقابل سحب بو الطيب، بلهندة والأحمدي، لكن الحظ عاندهم والكرة أبت أن تهز الشباك. أطلق الحكم الأميركي مارك غيغير صافرته معلناً نهاية المباراة، ونهاية آمال كبيرة تمنت تكرار سيناريو كأس العالم 1986 حينما فازت المغرب على البرتغال في أكبر انتصاراتها التاريخية. بهذه النتيجة رفع المنتخب البرتغالي رصيده للنقطة 4 في قمة المجموعة قبل مواجهة إسبانيا وإيران، بينما ودع المنتخب المغربي مونديال روسيا رسمياً بعدما فشل في حصد أي نقطة خلال المباراتين. المنتخب البرتغالي فعل ما يكفي للاحتفاظ بالنتيجة، ولكن من دون أن يكسب أي قلب أو يقنع أي عقل. كريستيانو رونالدو قام بما يتوجب عليه وأمّن نقاطاً ثلاثاً غالية كمكافأة للبرتغال لصمودها اليوم أمام التسونامي المغربي. «أسود الأطلس» لم يكن مجرد اسم أو لقب للمغاربة اليوم، بل أكّدوا أنهم أسوداً بالأداء والمهارات والروح التي هاجمت وقاتلت لأنفاس المباراة الأخيرة.