شوط المباراة الثاني لم يختلف كثيراً عن شوطها الأول. استمرّت المحاولات المغربية لهز الشباك مع تألق لافت للجناح المغربي نور الدين امرابط. على رغم توقع الكثيرين غيابه عن المباراة اليوم بسبب إصابته، إلا أنّ الروح والـ «الغرينتا» حضرت بقوة خلال دقائق المباراة التسعين. بدا الضياع واضحاً على لاعبي البرتغال، الذين اعتمدوا على الهجمات المرتدة في ظل التماسك بين خطوط «أسود الأطلس».
ودع المنتخب المغربي مونديال روسيا رسمياً بعد آمال عريضة(أ ف ب )
من جديد، أنقذ باتريسيو البرتغال من هدف التعادل في الدقيقة 57، حين ارتفع لاعب الوسط بالهاندة للأعلى للقاء ركلة حرة للمغرب وحوّل الكرة في الزاوية البعيدة، ليقذف باتريسيو نفسه ويصد الكرة بمهارة لافتة. على رغم ما قدمته المغرب من إمتاع وإقناع، وافتكاك للكرة، وإصرار لتحقيق التعادل، إلا أنها لم تجد الحلول لفك العقدة. استهلك المدرب الفرنسي هيرفي رونار تبديلاته الثلاث، فدفع بالكعبي، كارسيلا، وفيصل الفجر مقابل سحب بو الطيب، بلهندة والأحمدي، لكن الحظ عاندهم والكرة أبت أن تهز الشباك. أطلق الحكم الأميركي مارك غيغير صافرته معلناً نهاية المباراة، ونهاية آمال كبيرة تمنت تكرار سيناريو كأس العالم 1986 حينما فازت المغرب على البرتغال في أكبر انتصاراتها التاريخية. بهذه النتيجة رفع المنتخب البرتغالي رصيده للنقطة 4 في قمة المجموعة قبل مواجهة إسبانيا وإيران، بينما ودع المنتخب المغربي مونديال روسيا رسمياً بعدما فشل في حصد أي نقطة خلال المباراتين. المنتخب البرتغالي فعل ما يكفي للاحتفاظ بالنتيجة، ولكن من دون أن يكسب أي قلب أو يقنع أي عقل. كريستيانو رونالدو قام بما يتوجب عليه وأمّن نقاطاً ثلاثاً غالية كمكافأة للبرتغال لصمودها اليوم أمام التسونامي المغربي. «أسود الأطلس» لم يكن مجرد اسم أو لقب للمغاربة اليوم، بل أكّدوا أنهم أسوداً بالأداء والمهارات والروح التي هاجمت وقاتلت لأنفاس المباراة الأخيرة.