فرنسا في دور الـ16. تصدّرت مجموعتها وحققت انتصارين قبل اللقاء الأقوى مع الدنمارك. هذا كان السيناريو المتوقّع قبل انطلاق المونديال الروسي، لكن منتخب وصيف اوروبا حقق المطلوب منه نتيجةً، وغاب عنه الأداء. لا الفوز على أوستراليا بهدفين لهدف كان مقنعاً، ولا التغلّب على بيرو بهدفٍ وحيد. «الديوك» لم تصِح بعد.أراد ديدييه ديشان أن يظهر فريقه بشكلٍ مغاير عن المباراة الاولى أمام أوستراليا. أمام خصمٍ كسابقه، متكتّل في الخط الخلفي، كان يعلم أن الاعتماد على التشكيلة عينها لن يوصله إلى المرمى، أقله في الشوط الأول، ولو أن لاعبي بيرو يحتاجون إلى الفوز لمواصلة المشوار المونديالي. هكذا، دخل مدرب «الديوك» بتشكيلة أقرب إلى 4-3-3 من 4-2-3-1، معتمداً على اوليفييه جيرو في مقدّمة الهجوم، وخلفه أنطوان غريزمان، الذي لعب إلى يمينه كيليان مبابي وإلى يساره بليس ماتويدي. الأخير، الذي لعب بدلاً من توليسو، لم يكن دوره هجومياً كعثمان ديمبيلي، كحال الظهير الأيسر لوكاس هيرنانديز، الذي كما المباراة السابقة، دوره الهجومي كان محدوداً مثل زميله بنجامين بافار. نجح ديشان في تحقيق ما يريد، واستطاع لاعبوه التسديد على مرمى الحارس بيدرو غاليسي بعد ثلاثة تهديدات.
لعب مبابي على الجهة اليمنى من الهجوم الفرنسي(أ ف ب )

نقطة التحوّل كانت لدى جيرو. صنع فرصة أولى لغريزمان، وأسهم في تسجيل مبابي الهدف الافتتاحي، علماً بأن تسديدته التي اعترضها الحارس غاليسي كانت متّجهة إلى المرمى. لاعبٌ آخر كان متألّقاً، هو متوسّط الميدان بول بوغبا، الذي صنع فرصتين، إحداهما وضعت مبابي أمام المرمى البيروفي. فرصة بيرو الوحيدة كانت تسديدة باولو غيريرو على مرمى هوغو لوريس.
تسديدة من بيدرو أكينو ارتطمت بالعارضة، واختراقات أندريه كاريلو على الجهة اليسرى بعد تقدّم هيرنانديز وتخبّط ماتويدي في مركزه، كانت المشاهد الأبرز لصورة فرنسا السيئة في الشوط الثاني. 35 دقيقة لم يصل فيها الفرنسيون إلى المرمى البيروفي، حتى استطاع البديل عثمان ديمبيلي التسديد إلى جانب القائم الأيسر للحارس غاليسي. ربما كان دييديه ديشان يفكّر في الوصول إلى 50 انتصاراً مع المنتخب الفرنسي، ليكون أول مدرّب يصل إلى هذا الرقم، أكثر من الطريقة الذي ظهر عليها منتخب بلاده في الشوط الثاني. لم ينجح المدرب في تغيير شكل فريقه كما فعل في مباراة أوستراليا. ترك ماتويدي، الأسوأ بين لاعبي فريقه، واستبدل مبابي وغريزمان وبوغبا، في حين استخدم مدرب بيرو ريكاردو غاريكا جميع أوراقه الهجومية، فدفع جيرفسون فارفان وراوول رويدياز، إلا أنه لم ينجح في اختراق التكتّل الدفاعي الفرنسي.
ودّع منتخب بيرو البطولة حسابياً من دور المجموعات للمرة الثالثة توالياً، وسيبقى يأمل بهدفٍ غاب 36 عاماً، قبل المواجهة الأخيرة مع أوستراليا، الذي يلعب للحصول على بطاقة التأهّل الثانية.