بعد مباراة مثيرة لم تنته إلا في دقائقها الأخيرة، حقق المنتخب البرازيلي فوزاً مستحقاً على نظيره الكوستاريكي «العنيد» بهدفين دون رد، رافعاً رصيده إلى 4 نقاط في المجموعة الخامسة بعد تعادله في المباراة الأولى مع سويسرا بهدف لمثله، وواضعاً كوستاريكا خارج المونديال بخسارتين متتاليتين. هكذا، فرض المنتخب البرازيلي سيطرته على وسط الملعب في مختلف فترات الشوط الأوّل من اللقاء، إلّا انّه لم يتمكن من التسجيل أو حتى خلق فرص خطرة على مرمى الحارس كايلور نفاس، بفعل التنظيم الدفاعي للمنتخب الكوستاريكي، والانتشار الجيّد في وسط الملعب. اقتصرت الفرص البرازيلية على تسديدات «عقيمة» من خارج منطقة الجزاء. كانت أبرز نقاط ضعف «السيليساو» على الأطراف، مع ويليان ومارسيلو، اللذين لم يقدما المستوى المطلوب، وخسر ويليان العديد من الكرات السهلة في وسط الملعب وعلى الجهة اليمنى، حتى إنه عجز عن تحويل أي كرة خطيرة الى داخل منطقة الجزاء. قرأ مدرب البرازيل أدينور ليوناردو باتشي «تيتي» الشوط الأوّل بشكل جيّد، وأشرك لاعب يوفنتوس الإيطالي دوغلاس كوستا بديلاً لويليان منذ بداية الشوط الثاني، وهو ما صنع الفارق على الجهة اليمنى للمنتخب البرازيلي. انتفضت البرازيل، سيطرت على اللقاء، حاصرت الكوستاريكيين في مناطقهم وخلقت عدداً من الفرص؛ أبرزها عند الدقيقة 50 عن طريق غابرييل خيسوس الذي ارتدت كرته الرأسية من القائم، وتابعها كوتينيو بتسديدة قويّة صدها الدفاع الكوستاريكي. كايلور نافاس الذي واجه المنتخب البرازيلي وحده في معظم فترات الشوط الثاني، تألّق في الدقيقة 57 وصد تسديدة قويّة لنيمار من مسافة قريبة، ثمّ تسديدة أخرى للرقم 10 في الدقيقة 62 أيضاً. وكانت أبرز فرص المنتخب البرازيلي في الدقيقة 71 من خلال تسديدة لنيمار من خارج منطقة الجزاء، بعد خطأ في تشتيت الكرة من الدفاع الكوستاريكي، لكن الكرة جانبت مرمى نافاس بسنتيمترات قليلة.
في منتصف الشوط الثاني، صنع المدرب تيتي الفارق بإشراكه روبرتو فيرمينيو بدلاً من باولينيو بهدف تعزيز الهجوم، وقلب التشكيلة من 4-3-3 إلى 4-4-2. وحقق التبديل هدفه بفعل الفرص الكثيرة التي صنعها فيرمينيو، وواحدة منها جاءت بالهدف للبرازيليين في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع، حيث حوّل برأسه كرة عرضية إلى غابرييل خيسوس الذي حضرها لأفضل لاعب في المباراة فيليبي كوتينيو القادم من الخلف، ليضعها بين أقدام الحارس كايلور نافاس. وفي الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع، حوّل نيمار كرة عرضيّة من دوغلاس كوستا إلى شباك نافاس، مطلقاً بذلك رصاصة الرحمة على منتخب كوستاريكا.
ولأول مرة في مونديال روسيا، يتراجع حكم المباراة عن قراره بعد استخدام تقنية الـ«VAR». الحكم الهولندي بيورن كيبيرس احتسب ركلة جزاء لمصلحة المهاجم البرازيلي نيمار في الدقيقة 78 بعد عملية شدّ من المدافع الكوستاريكي، بالغ معها نيمار برمي نفسه على الأرض، وبعد اعتراضات من لاعبي كوستاريكا توجه حكم المباراة إلى الشاشة الموضوعة قرب دكة البدلاء لرؤيتها عبر الفيديو، وعاد ليتراجع عن ركلة الجزاء، معتبراً أن نيمار بالغ في التمثيل، وأن الدفعة لم تكن تستوجب احتساب ركلة جزاء، لكن اللافت أنّه لم يوجه بطاقة صفراء للاعب البرازيلي، الذي نجا من الانتقادات الكثيرة التي كانت ستوجه إليه في حال عدم استطاعة البرازيل الإفلات من «مصيدة» كوستاريكا.