ودّع المنتخب البولندي كأس العالم من أضيق الأبواب بعد خسارته أمام كولومبيا (0ــ3). المنتخب البولندي الذي كان أبرز المرشحين لتصدّر المجموعة، تلقّى خسارته الثانية بعد هزيمته الأولى أمام السنغال (2ــ1). في الجهة المقابلة، أحيا المنتخب الكولومبي آماله في التأهل إلى الدور الثاني، إذ كسّب ثلاث نقاط بانتصاره، ليتأجل حسم مصير المنتخبات المتأهلة عن المجموعة الثامنة إلى الجولة الثالثة والأخيرة في دور المجموعات.انحصرت المواجهة في في بداية شوطها الأول في وسط الميدان، وكان البولنديون السباقين إلى التقدم نحو الأمام. بعدها، جاء التراجع إلى الخلف، ليلتزموا التحفظ الدفاعي. واستمر عدم التنظيم في وسط ميدان المنتخب البولندي، والذي كان حاضراً في المباراة الأولى، في الوقت الذي ظهرت فيه كولومبيا أكثر رغبة في التسجيل من دون فرص حقيقية حتى نصف الساعة الأول. استمر الضغط والاستحواذ الكولومبي في ظل تماسك دفاعي لـ«النسور»، حتى استطاع قلب الدفاع ياري مينا فعل ما فشل فيه المهاجمون، إذ سجل هدف المباراة والشوط الوحيد الذي منح منتخبه التقدم في الدقيقة الأربعين بعد «توزيعة» من خاميس رودريغيز، لتخرج كولومبيا منتصرة في النصف الأول. في هذه الظروف، اضطر ليفاندوفسكي إلى التخلي عن مهامه الهجومية وتراجع نحو خط الوسط بهدف صناعة اللعب ودخول من خارج المنطقة إلى داخلها، الأمر الذي أضعف الهجوم البولندي. وتراجع ليفاندوفسكي في ظل غياب لاعبي خط الوسط وبُعد المسافات بينهم وبين الخط الخلفي.
سيواجه المنتخب الكولومبي السنغال في مباراة أخيرة وحاسمة(أ ف ب )

غابت مفاتيح اللعب في الشوط الثاني لدى المنتخب البولندي واقتصرت محاولاته على فرص خجولة، أبرزها محاولة ليفاندوفسكي التي تصدى لها الحارس أوسبينا. وعادت كولومبيا لتظهر وجهها الحقيقي، خصوصاً بعد خسارتها أمام اليابان في المباراة الأولى (0ــ1) بتسجيلها هدفين. جاء الهدف الثاني بعد تمريرة من كونتيرو وضعت رادميل فالكاو قائد الفريق في مواجهة الحارس تشيزني ليسجل. وكان فالكاو قد غاب عن كأس العالم الماضية بسبب الإصابة. لم تتوقف الأمور عند هذا الحد، وصنع هاميس رودريغيز بدوره الهدف الثالث لمنتخبه بتمريرة مميزة استغلها خوان كوادرادو معتمداً على سرعته ليسجل في زاوية المرمى البولندي. وسجل كوادرادو قبل ذلك في مونديال البرازيل 2014. تراجع المنتخب البولندي وفقد تركيزه تماماً بعد الهدف الثالث، وتوّج رودريغيز الذي قدم مستوى جيداً بجائزة أفضل لاعب في المباراة.
وسيواجه المنتخب الكولومبي في المباراة الأخيرة السنغال، التي تتصدر المجموعة بأربع نقاط، حيث تحتاج كولومبيا إلى التعادل (في حال خسارة اليابان) أو الفوز الذي يؤهلها مباشرة، أما المنتخب البولندي فسيخوض مباراة الوداع للمونديال الحالي بعد فشله في التأهل إلى الدور الثاني أمام اليابان، بغية حصد انتصار لحفظ ماء الوجه قبل العودة إلى وارسو.