تمّ تفتيش المقرّ الرئيس لمجموعة فينتشي عام 2020 ضمن تحقيق فُتح في نانتير الفرنسية بعد اتهامات بالعمل الجبري في مواقع بناء مرتبطة بمونديال قطر 2022 في كرة القدم، بحسب ما علمت وكالة فرانس برس من مصادر متطابقة.وحصل التفتيش في 8 كانون الأول/ديسمبر 2020، في المقر الرئيس لشركة "بي تي بي" في رويل-مالمزيون، بحسب ما أشار مصدر قريب من الملف، وهو ما أكّدته النيابة العامة في نانتير من دون تحديد النتائج.
وفُتح التحقيق في 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2019، عقب شكوى مرفوعة من دعوى مدنية لمنظّمتي شيربا ولجنة مناهضة العبودية الحديثة (سي سي إي أم)، بالإضافة إلى عمال هنود ونيباليين.
شجب أصحاب الشكوى ثلاثة مواقع ورش: قطار النقل الخفيف الذي يصل الدوحة بلوسيل، المدينة الجديدة التي ستستضيف نهائي كأس العالم في 18 كانون الأول/ديسمبر المقبل، مرأب السيارات تحت الأرض في لوسيل وكذلك مواقف ورشة فندق شيراتون المترف وسط الدوحة.
وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، أكد محامي فينتشي جان-بيار فيرسيني-كامبينتشي أن الوثائق المضبوطة خلال التفتيش في كانون الأول/ديسمبر 2020 ليست "أكثر أهمية" من تلك التي تم توفيرها بالفعل في البحث التمهيدي عام 2018.
وفي السياق ذاته قال المحامي كامبينتشي: "كل إدارة (فينتشي) تم الاستماع إليها خلال هذا التحقيق"، شاجباً الاتهامات المشينة لشيربا.
من جانبهم، يتهم المدعون المجموعة الفرنسية وفرعها القطري بالعبودية، الإتجار بالبشر في عصابة منظّمة، العمل من دون أجر، العمل الجبري المتنافي مع كرامة الإنسان، الإصابات غير المتعمّدة والتعريض المتعمّد للآخرين بالخطر، بحسب الشكوى التي اطّلعت عليها فرانس برس.
وتم اتهام فينتشي ورئيس مجلس إدارتها، فينتشي للإنشاءات ومديرها العام، فينتشي للإنشاءات الكبرى وفرعها القطري "قطري ديار فينتشي للإنشاءات" ومدرائها الفرنسيين، على أساس شهادات تم جمعها بين عامَي 2014 و2018 اطّلعت عليها فرانس برس.
من ناحيته قال أحد السبّاكين: "بدأت أتقيأ (...) بسبب الغاز، الدخان والنفط"، مؤكداً عمله حتى عمق 30 متراً بدون قناع أوكسجين.
وخلصت مراجعة أجريت في كانون الثاني/ يناير 2019 من قبل العديد من المنظمات النقابية ضمن أنشطة فينتشي القطرية إلى أن هناك ممارسات جيدة في الموقع من حيث التوظيف.
وعلّقت شيربا: "إذا تبين أن الجرائم المنسوبة إلى فينتشي قد ارتُكبت، يتعين عندئذ تحميلها مسؤولية جزائية. التحسن في ظروف العمل والسكن بعد شكوانا لن يبرّئ فينتشي".