يستعد اليمن لموجة جديدة من تصعيد العدوان السعودي ــ الإماراتي بعد فشل مساعي المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ في التوصل إلى تسوية. وقد غادر المبعوث سلطنة عمان أمس، بينما يستعد وفدا «أنصار الله» وحزب «المؤتمر» لمغادرة مسقط أيضاً خلال ساعات قليلة. ويبدو أنّ ولد شيخ لا يريد أن يكون في مسقط مع بدء العمليات العسكرية في مأرب، ليعود بعدها إلى العاصمة العمانية «من أجل ضمان تنازلات من قبل أنصار الله».
وقالت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» إنّ ولد الشيخ حمل معه مقترحاً سعودياً، تولى نقله الرئيس الفارّ عبد ربه منصور هادي، يدلّ على رفض قوى العدوان التوصل إلى تسوية. إذ إن البنود أعادت الأمور إلى النقطة الصفر السابقة، وتضمنت نقاطاً تعكس عقلاً غير متوازن، مثل الطلب إلى «أنصار الله» تسليم سلاحهم، حتى الموجود في صعدة إلى قوة غير معلومة، وكذلك حل الجيش اليمني الحالي وإعادة تركيبه بطريقة مختلفة.
وأعرب ولد الشيخ لوفد صنعاء عن أسفه لتعنت السعودية، وتفهمه أن المقترحات غير قابلة للتطبيق، طارحاً بعض الأفكار الهادفة إلى تنفيذ هدنات ذات طابع إنساني، وتشمل غالبية الأراضي اليمنية. كذلك تبيّن أنّ سفراء الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وروسيا أعربوا عن خيبة أملهم، بينما رفضت الولايات المتحدة ممارسة أية ضغوط حقيقية على الجانب السعودي.
وبحسب المصادر، فإن السعودية تتعامل مع الوقائع بطريقة مختلفة. وهي ترى أنّ التقدم الذي حققته مع عملائها في مناطق الجنوب تتيح لها وقف أي مساعي سياسية، مراهنة على موجة جديدة من المواجهات العسكرية في سياق مشروعها لاحتلال صنعاء ومناطق في الشمال اليمني. ووفق مصادر «أنصار الله»، فإن الخلاصة السياسية السلبية لمحادثات مسقط، ستدفع الجيش و«اللجان الشعبية» إلى اعتماد استراتيجيات جديدة في مواجهة العدوان، وسط توقعات بأن ترفع الرياض من وتيرة العدوان الجوي والبري، ومحاولات الإنزال على السواحل الغربية لليمن. وبحسب ما هو متداول، يستعد «أنصار الله» لإدخال تعديلات جوهرية على سياسة مهاجمة مواقع القوات السعودية على الحدود مع اليمن، وقد برزت مؤشرات عدة خلال الأسبوع الماضي، من خلال القيام بعمليات اقتحام لمواقع رئيسية واحتلالها وعدم مغادرتها، بالإضافة إلى رفع مستوى الهجمات بالصواريخ الموجهة ضد آليات ومدرعات سعودية في أكثر من منطقة.
وقد باشرت القوات الموالية لـ«انصار الله» في غالبية مناطق اليمن بتنفيذ خطة انتشار جديدة، تشي بالاستعداد لمواجهات قاسية، تندرج في إطار ما سمّاه زعيم الحركة السيد عبدالملك الحوثي بـ«الخيارات الاستراتيجية»، في وقت تواصلت فيه المواجهات في مناطق أخرى في اليمن، خصوصاً في الحدود الشمالية لمناطق الجنوب، حيث تسعى قوى العدوان للتقدم من أجل احتلال تعز والتوجه نحو صنعاء.