لا مكان لـ«الأخوّة» لمن أنكر بيعة زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري. فأخوّة «الجهاد»، السابقة، بين تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، لم تعد تشفع للحؤول دون «فضح الخفايا»، إذا ما توافر أي معطى بين يدي أحدهما. وامتداد «دولة البغدادي» على حساب «القاعدة» يحتّم على محبّي الظواهري فضح «دولة الخلافة». فبعد «الغلو» و«الخروج عن السنّة»، اتهام قاعدي جديد لـ«داعش» بتلقي الدعم والتمويل من الإمارات والسعودية.
أحد أبرز عناصر حركة «أنصار الشريعة» في اليمن، المبايعة لـ«لقاعدة»، والمعروف باسم «جبل»، غرّد على حسابه في «تويتر» أن «داعش كفّر حركة أحرار الشام السورية، بحجة قبول الدعم التركي». وأضاف أن «داعش طعنت في جبهة النصرة واتهمتها بقبول الدعم التركي، الذي أنكره الجولاني (أمير جبهة النصرة) في لقائه على قناة الجزيرة».
إلا أنه واصل تغريداته، متفاجئاً لما توافر لديه ولدى «أنصار الشريعة» من معطيات تؤكّد أن «دولة الخلافة» قد تلقّت دعماً من دولة الإمارات العربية المتحدة. وأضاف «جبل» أن الدعم الإماراتي كان مباشراً ومن دون أي وسيط، بل عبر أحد عناصر التنظيم في عدن «أبو وقّاص العدني»، على ظهر إحدى السفن الإماراتية. وعقد «العدني» وأحد الضباط الإماراتيين اجتماعاً هناك، واتفقا على حصول «داعش » على الدعم.
وشدد «جبل» على أن الإمارات حاولت أن «تلعب على الحبلين»، فأرسلوا عرضين متوازيين لأمير «داعش» وأمير «القاعدة» في اليمن، إلا أن الأخير رفض العرض، أما «داعش» فوافقت عليه، وأثمر قبول العرض دعماً عسكرياً إماراتياً.
«داعش» يجلد عناصره بتهم مختلفة ومضحكة، منها أكل حساء «الأندومي»

وأكد مصدر مقرّب من «القاعدة» صحة معطيات «جبل»، فالأخير على «اطلاع واسع على مجريات الساحة اليمنية». وتساءل «جبل» هل أن الاستخبارات الإماراتية اخترقت «داعش» اليمن بهدف استغلاله وتقويته لـ«القضاء على رأس حربة الجهاد والمجاهدين، تنظيم القاعدة، مستقبلاً؟».
ولم يكتف «داعش» بتلقّي الدعم الإماراتي، بل اكتسب دعماً سعودياً أيضاً، بحسب معلومات المغرّد، حيث تسلّم التنظيم دعماً سعودياً عبر وسيط في محافظة شبوة، لافتاً إلى أن ذلك «ردة مغلظة» بالمقياس «الداعشي». وتابع أن «الدواعش لا يستطيعون إنكار ذلك»، مبررين ذلك «بأنهم لم يكونوا على علم بأن هذا الدعم سعودي، ﻷنه عبر الشيخ ابن فريد». واستطرد بالقول إن «الدواعش يكفّرون ابن فريد».
وعرض الشيخ القبلي، ابن فريد، في شبوة على قيادات «داعش» السلاح والسيارات، ولكنهم في بادئ الأمر «تملصوا» لعلمهم أنه سعودي المصدر. وعرضوا مبلغاً من المال مقابل ذلك، إلا أن ابن فريد رفض العرض، وقال «تريدون أن تأخذوها هكذا بدون مقابل، وإلا أرجعوها». فما كان من «الدواعش» إلا أن أخذوا الإمداد السعودي دون أي مقابل.
وأوضح أن أحد أنواع الأسلحة التي تلقّاها «داعش» السلاح الفردي «جي 3». وردّ أحد أنصار «داعش» في اليمن على هذه الاتهامات بأن «قبول الدعم غير المشروط ليكون في قتال المرتدين ليس فيه شيء». وأكمل أن هاتين الدولتين تدعمان «دولة الخلافة» في اليمن، بالتوازي مع دعمهما «الطغاة والصليبيين واليهود». وتساءل كيف لتنظيم «داعش» أن يتفق مع الإمارات والسعودية، رغم حربهم عليه في العراق؟ فهم «يرون مصلحة لقتال القاعدة وطالبان والمجاهدين والقضاء عليهم في أنحاء العالم المختلفة».
وتحدّى «جبل» أنصار «داعش» اليمن بإنكار معلوماته، داعياً مكذّبيه إلى «المباهلة» على ما جاء في تغريداته. وعن ممارسات التنظيم، سرد القاعدي أن «داعش» يخزنون «القات» في عدن، ويتجاهرون بذلك، رغم «حرمته» وحدّه «الجلد». وأضاف أن التنظيم يجلد عناصره بتهم مختلفة ومضحكة، منها أكل حساء «الأندومي».
ويتّبع «داعش»، بحسب أحد المغردين الموالين لتنظيم «القاعدة»، «دعاية إعلامية»، في استعداء من لا يبايعه، أو لم يعلن مناصرته، «حتى إن لم يؤذوه أو يتصادموا معه». وأكمل أن «داعش» تبدأ بعد ذلك «مرحلة إسقاط التنظيمات المحايدة، بكسب أتباعها، ودعوتهم إلى الانشقاق»، فوصلت الحال بالتنظيم إلى «تكفير كل الجماعات الجهادية في العالم الإسلامي، كتنظيم القاعدة وحركة طالبان».