يواجه التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد اليمن، على ما يظهر، عدداً من العثرات الناشئة ضمنه بشكل يمنع بلورة مخرج سياسي لعمل عسكري لم ينجح بعد في تحقيق ما يمكن الاتكاء عليه لولوج طاولة تفاوض تبدو حتمية مع انعدام الخيارات السعودية، في ظل تعثر الخيار البري وفشل الضربات الجوية، مع ما تؤكده تطورات الميدان التي تشير إلى أنّ الجيش و»اللجان الشعبية» يواصلان الصمود في عدد من النقاط ويتابعان تسجيل النقاط بين عدن ومأرب، الأمر الذي قابله، أمس، استهداف لصنعاء من قبل طائرات التحالف.
وبعدما أثبتت التطورات أنّ الانتقال السعودي من «عاصفة الحزم» إلى عملية «إعادة الأمل» ما هو إلا محاولة لمدّ العدوان العسكري بالحياة، في ظل واقع إقليمي من غير المعروف بعد مدى التنسيق السعودي ــ الأميركي ضمنه، حصلت الإدارة السعودية أمس، على دعم إماراتي واضح نقله ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد. وجاءت زيارة بن زايد لمدينة الطائف السعودية بعد يومين من إطلاق الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، مبادرة رفضتها أطراف يمنية ــ بتوجيه من الرياض ــ وبعد تعيين مبعوث أممي جديد إلى اليمن. ومن المعروف أنّ حديثاً بات يتنامى حول أنّ دوائر قرار سعودية ترقب خيوط تواصل بين الإمارات وعلي عبد الله صالح من شأنها تأمين مصالح إماراتية تقلل من النفوذ السعودي في أي مشهد مقبل.
الجيش و«اللجان» يسيطران
عسكرياً على كامل عدن من
دون فرض الأمن


جاءت زيارة بن زايد بعد يومين
من إطلاق صالح مبادرة رُفضت بتوجيه سعودي

تعقيدات المشهد هذه، استدعت حضوراً إماراتياً في السعودية أمس، حمل دلالات يرادُ منها تظهير تنسيق عال بين الدولتين. وعليه، أعلن بن زايد ــ من «قاعدة الملك فهد الجوية» في مدينة الطائف السعودية حيث التقى برفقة وزير الدفاع السعودي، محمد بن سلمان، قوة الإمارات من ضباط وضباط صف وأفراد السرب الخامس المشاركين في التحالف العربي وعملية «إعادة الأمل» ــ أنّ دولته «ستواصل مع باقي الأشقاء العرب واجبها القومي لإرساء دعائم الأمن والاستقرار والتصدي لأي مخططات أو أجندات إقليمية لها مآرب وأطماع في الأراضي العربية ومقدراتها»، مضيفاً في سياق ما نقل عنه: «نرى في حزم وحسم الملك سلمان بوصلة عملنا وجهدنا الجماعي والمشترك لحماية المكتسبات ورفع راية العزة والكرامة التي غدت خفاقة عالية في التحدي الذي يواجه العرب في اليمن».
وقال إنّ «خيارنا الوحيد هو الانتصار في امتحان اليمن لصالح منبع العروبة والمنطقة». وتابع: «إننا من خلال إعادة الأمل ننتقل إلى مرحلة جديدة في التصدي للتطورات والأحداث... بعدما تمكنا من تحييد الخطر الواضح الذي يمتد خارج اليمن. وتعتمد هذه المرحلة على استراتيجية متعددة الأدوات تستند إلى البعد العسكري وتسعى من خلال الجوانب السياسية والإنمائية والتنموية إلى عودة الشرعية التي تحفظ لليمن كيانه وعودته إلى المسار السياسي الذي تم الانقلاب عليه».
في هذا الوقت، كان وزير خارجية الرئيس الفار، رياض ياسين، يرفض من لندن دعوة صالح لإجراء محادثات سلام، معتبراً أنّ «هذه الدعوات غير مقبولة بعد كل هذا الدمار الذي سببه علي عبد الله صالح. لا مكان لصالح في أي محادثات سياسية في المستقبل». وقال إنّ «عملية عاصفة الحزم لم تنته... لن يكون هناك أي تعامل مع الحوثيين حتى ينسحبوا من المناطق التي يسيطرون عليها»، مشيراً إلى أنه لن تكون هناك حاجة لكي ينشر التحالف قوات برية في اليمن لأن 70 في المئة من اليمن ليس تحت سيطرة الحوثيين أو صالح.
ويأتي حديث ياسين بعد يوم من لقاء جرى بين رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، ونظيره البريطاني، ديفيد كاميرون، في لندن، صدر عنه في الشق اليمني التأكيد على «دعمهما البحث عن حل دبلوماسي للأزمة في اليمن، بالتعاون مع السعودية».
وفي الوقت الذي يشير فيه إلى تجاذبات تحركها أطراف فاعلة في التحالف الواحد، كانت جماعة «أنصار الله» تواصل عملها على تحقيق تقدمات ميدانية، مشترطة «وقف العدوان» والعودة الى الحوار «من حيث توقف» من أجل العمل على تشكيل مرحلة جديدة بعد تعيين الدبلوماسي الموريتاني، اسماعيل ولد شيخ أحمد، مبعوثاً خاصاً للأمم المتحدة إلى اليمن. وجاء الإعلان على لسان القيادي في الجماعة، محمد البخيتي، في حديث إلى «فرانس برس».
وأمام كل ما يحكى في الجانب السياسي، لا يزال الميدان في اليمن يقدّم عناصر جديدة، الأمر الذي يفسّر، ربما، قيام طائرات التحالف بخمس غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية ومنطقة قرب مجمع القصر الرئاسي في العاصمة صنعاء ــ للمرة الأولى منذ «انتهاء» عمليات «عاصفة الحزم» ــ في هجمات عدوانية أدت إلى «استشهاد طفلة وجرح 4 آخرين في منطقة حزيز (صنعاء)»، وفقاً لوكالة «سبأ».
أما جنوباً، في عدن، حيث ترددت أنباء عن عزم السعودية على تشكيل مجلس عسكري ينظم جبهة الموالين للرئيس الفار، عبد ربه منصور هادي، ويهيئ أجواء آمنة لعودته الى المدينة، فقد أكد ضابط أمني كبير في حديث إلى «الأخبار» أن الجيش و»اللجان» صارا مسيطرين عسكرياً على كامل عدن، من دون تحقيق سيطرة أمنية مماثلة. وكشف المصدر أن الاشتباكات «لا تزال محتدمة على مقربة من التواهي ولم تتم بعد السيطرة على مقر المنطقة العسكرية الرابعة بمنطقة التواهي بمحافظة عدن»، موضحاً أنه «ليس من السهل الوصول إلى مقر المنطقة العسكرية في ظل القصف الجوي والبحري الكثيف الذي يشنه العدوان مساندة للميليشيات التابعة للقاعدة وهادي».
من جهة أخرى، وفي وقت كانت فيه تعز ــ هي آخر جبهة فتحتها السعودية داخل اليمن مستعينة بقيادات من «الإصلاح» ــ تشهد حرب شوارع، اقتربت أمس من مقر ديوان عام المحافظة ومركز قوات الأمن الخاصة، فإنّ مدينة مأرب توشك أن تسقط بأيدي الجيش و»اللجان الشعبية». وأكدت مصادر، أمس، أن معارك ضارية اندلعت في منطقة الزور قرب المدينة، موضحة أن «الجيش يواصل تقدمه باتجاه المدينة التي باتت على مرمى حجر».
وتأكيداً على التقدم في مأرب، فقد سجل في الساعات الأخيرة شن الطيران السعودي، وفقاً لمصادر ميدانية، «غارة على أحد تجمعات عملائها من القاعدة وميليشيات الإصلاح غربي المدينة»، الأمر الذي وصفه مراقبون بأنه «مؤشر على أن العدوان بدأ يفقد بوصلة ‏الإرشاد في مأرب بعد سقوط أهم معاقل الميليشيات المدعومة منه».
(الأخبار)




الرياض: سقوط طائرة تدريب عسكرية

قتل طياران سعوديان بعد سقوط طائرة تدريب عسكرية كانا على متنها أمس، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع السعودية.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن متحدث باسم وزارة الدفاع قوله "في صباح هذا اليوم (أمس) وقع حادث لطائرة تدريب تابعة لكلية الملك فيصل الجوية (في الرياض)، نجم عنه سقوط الطائرة واستشهاد المدرب قائد الطائرة والطالب المتدرب". ولم يعط المتحدث تفاصيل عن نوع الطائرة ومكان سقوطها أو أسباب الحادث.
(أ ف ب)