في وقتٍ لا يزال فيه حصار التحالف السعودي مفروضاً على الموانئ، تتنامى في اليمن تجارة السوق السوداء، ولا سيما تجارة المشتقات النفطية، التي شهدت ارتفاعاً جنونياً في الآونة الأخيرة.وفي موازاة الحصار الخانق الذي يعود إلى عامٍ وشهرين، فرضت المجموعات المسلحة التابعة لـ«المقاومة الشعبية» الموالية للتحالف السعودي، أتاوات ورسوما خيالية على شاحنات النفط الغاز الآتية من محافظة مأرب إلى العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، الأمر الذي ضاعف من ارتفاع أسعار البترول والغاز. وتفرض نقاط التفتيش الممتدة في مأرب والجوف مبلغ خمسة آلاف ريال على كل شاحنة، ويتجاوز عدد هذه النقاط 25 نقطة غير مرخصة.
ووصل سعر ليتر البترول في السوق السوداء إلى 400 ريال يمني، وسعر الدبة (الغالون ـ 20 لتراً) إلى ثمانية آلاف ريال، فيما وصل سعر دبة الغاز (20 لتراً) إلى أربعة آلاف ريال. الارتفاع الجنوني في أسعار البترول والغاز إنعكس على أسعار السلع في الأسواق، حيث ارتفعت تدريجياً لتشكل عبء إضافي على حياة اليمنيين.
وصل سعر لتر البترول إلى 400 ريال يمني

في هذا الوقت، نشطت السوق السوداء في ظل منع التحالف السعودي السفن النفطية من إفراغ حمولتها في الموانئ اليمنية. وتشير مصادر متابعة إلى أن إنتاج شركة صافر الذي يبلغ 11 ألف برميل يومياً يجري تصديره بصورة كاملة إلى السوق السوداء. وتقف قيادات إخوانية كبيرة وقيادات موالية لهادي وراء دعم هذه التجارة، حيث يجري توريد عائدات إنتاج الشركة الى البنك المركزي فرع محافظة مأرب الخاضع لسيطرة المجموعات المسلحة التابعة لحزب «الإصلاح» (الإخوان المسلمون) بقيادة القيادي سلطان العرادة.
كذلك، تفيد المصادر بأن محافظ الجوف المعين من هادي يتسلم نحو 20 مليون ريال يومياً، كعائدات رسوم غير قانونية، جرى إلزام سائقي الشاحنات بدفعها في نقاط التفتيش التابعة للمسلحين بين مأرب والجوف.
وتصاعدت حدة الخلافات بين الفصائل الموالية للرياض في محافظة الجوف أخيراً على عائدات قاطرات الغاز والنفط، حيث اقتحمت قوات تابعة لقائد المنطقة السادسة أمين الوائلي (المعين من الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي)، المجمع الحكومي في المحافظة، ونهبت مستندات التوريد واتهمت المحافظ باختلاس 374 مليون ريال.
وكانت منسقية الشباب التابعة لحزب «الإصلاح» في الجوف قد شنت حملة إعلامية على المحافظ المعين من هادي حسين العجي العواضي واتهمته بالفساد وطالبته بالرحيل. من جهته، أصدر مكتب العواضي بياناً نفى فيه مزاعم حزب «الإصلاح» ودان إقتحام المجمع الحكومي من قبل قيادات عسكرية عليا، بحسب وصف البيان.
كذلك، وفيما يقوم تجار السوق السوداء باستيراد كميات كبيرة من البترول من السعودية عبر منفذ الوديعة وبالتنسيق مع قيادات سعودية، تبتز حكومة هادي السفن والتجار، إذ وتفيد مصادر بتورط جلال هادي إبن الرئيس المستقيل في السماح لتجار السوق السوداء بالمرور مقابل عمولات خيالية.
من جهة أخرى، ومع حلول شهر رمضان في ظل ارتفاع الأسعار، أعلن موظفو وعمال شركة صافر لإنتاج وتكرير النفط والغاز، والتي تقع حقول إنتاجها في محافظة مأرب، البدء في إضراب شامل عن العمل للمطالبة بحقوق وظيفية وتسوية أوضاعهم. وقال موظفو وعمال الشركة في بيان لهم أول من أمس إنه بسبب عدم إعتماد ميزانية تشغيلية للشركة سيضطرون للدخول في إضراب شامل إبتداءً من الرابع من الشهر الحالي.