صنعاء | 73 يوماً مرت على العدوان السعودي على اليمن الذي يضع البلد تحت حصار جوي وبحري مطبق. رغم ذلك، لم يتوقف التقدم العسكري على الجبهات الداخلية، ولا العمليات الحدودية ضد المواقع العسكرية السعودي التي ينطلق منها القصف على المدن اليمنية الشمالية.
وفيما تتواصل المشاورات في العاصمة العمانية مسقط، تتصاعد كمية العمليات العسكرية اليمنية داخل الاراضي السعودية ونوعيتها، حيث أكد مصدر في «الإعلام الحربي» أن قوات الجيش و«اللجان الشعبية» شنت يوم أمس، قصفاً مكثفاً على المواقع السعودية وتمكنت من السيطرة على الآليات العسكرية التابعة للجيش السعودي. وبحسب المصدر، استُهدف أمس أربعة أطقم وآليات عسكرية إضافة الى إحراق مخزن أسلحة وقتل عدد من الجنود السعوديين في موقع الرديف العسكري في جيزان.
وفيما بثت قناة «المسيرة» التابعة لحركة «أنصار الله» مشاهد مسجلة لاقتحام موقع الرديف بعد قصف صاروخي ومدفعي شنته القوات اليمنية أدى إلى احتراق مخازن الأسلحة وإحراق العديد من الآليات العسكرية ومقتل عدد من الجنود وفرار آخرين، أكد مصدر في الإعلام الحربي لـ«الأخبار»، أن قوات الجيش و«اللجان» تمكنوا من اقتحام موقع تويلق العسكري الاستراتيجي ليلة أمس، وهو أحد أهم المواقع الحدودية السعودية ويشرف على عدد من القرى اليمنية.
وفي هذا الوقت، يبدو أن الأيام الطويلة للعدوان لم تفقد اليمنيين إصرارهم على تأكيد سيادة بلادهم، وهو ما عبّرت عنه تظاهرة غير مسبوقة شهدتها العاصمة صنعاء يوم أمس، للتنديد مجدداً بالعدوان. وفي بيان صادر عن التظاهرة التي جاءت تلبية لدعوة «اللجنة الثورية العليا» التابعة لـ«أنصار الله»، طالب مئات الآلاف من أبناء الشعب اليمني بتحقيق دولي عاجل في جرائم العدوان ومحاكمة الضالعين فيه، «أكانوا دولاً أم أفراداً أم جماعات في الداخل أو في الخارج»، مجددين رفضهم للتدخل في الشأن اليمني. وعدّ البيان كل من يؤيد هذا العدوان الإجرامي مشاركاً فيه وفي جرائمه بصورة مباشرةٍ أو غير مباشرة، داعياً المجتمع الدولي إلى إدانته.

دهم الجيش
و«اللجان الشعبية» معملاً للمتفجرات وصناعة العبوات الناسفة في مأرب

على الجبهات الداخلية، تمكن الجيش و«اللجان الشعبية» أمس، من تأمين مدينة إنماء في محافظة عدن. وأوضح مصدر عسكري لوكالة «سبأ» أنه أسفر عن هذه العملية سقوط عدد كبير من عناصر تنظيم «القاعدة» ومسلحي «الإصلاح» بين قتيل وجريح، لافتاً في الوقت نفسه إلى صدّ محاولات «القاعدة» الزحف على مطار عدن في عملية انتهت بفرار تلك العناصر ومقتل بعضها.
وفي محافظة لحج، أشار المصدر في الإعلام الحربي إلى أن الجيش و«اللجان الشعبية» تمكنوا من استعادة 6 مواقع في منطقة بلة، كانت عناصر «القاعدة» والمجموعات المسلحة التابعة للرئيس الفار عبد ربه منصور هادي متمركزة فيها. ولفت المصدر إلى أن تلك المجموعات حاولت التمركز في تلك المواقع، قبل التصدي لها وتكبيدها خسائر فادحة بشرية وعسكرية، وبحسب المصدر فإن المواجهات بين الجيش ومسلحي هادي و«القاعدة» لا تزال مستمرة في أحياء العريش والمناطق الواقعة بين المنصورة والبريقا والتواهي في عدن.
أما في الضالع، فقد أكدت مصادر محلية أن الاشتباكات بين الجيش و«اللجان الشعبية» من جهة وعناصر تابعة لتنظيم «القاعدة» ولـ«الحراك الجنوبي» الذي يقاتل في المدينة من جهة أخرى، محتدمة في أكثر من مكان، وكان مصدر في وزارة الدفاع قد أعلن أول من أمس استعادة الجيش و«اللجان» بعض المواقع التي كان تنظيم «القاعدة» قد سيطر عليها في الضالع.
وفي مأرب، دهم الجيش و«اللجان الشعبية» معملاً للمتفجرات وصناعة العبوات الناسفة أول من أمس، بعدما تمكنوا من تطهير عدد من أحياء في المدينة. وأكد مصدر في «الإعلام الحربي» في حديثٍ إلى «الأخبار» أن الجيش و«اللجان» حرروا ثلاثة مواقع في منطقة الخدرة في المحافظة.
جاء ذلك في وقت لا يزال فيه طيران العدوان السعودي يشن غارات مكثفة على أكثر من محافظة، بينها تعز والحديدة وذمار. وعقب مؤتمر صحافي عقدته وزارة الثقافة اليمنية نددت فيه باستهداف العدوان للأماكن التاريخية والأثرية، شنّ طيران العدوان غارة على دار الحجر التاريخي في منطقة همدان الذي أصيب بأضرار، ودمرت عدداً من المباني المجاورة له. وذكرت مصادر محلية أن 7 مواطنين استشهدوا وأصيب نحو 10 آخرين كحصيلة أولية جراء القصف على عدد من مناطق ومديريات محافظة صعدة، فيما استشهد 11 مواطناً في القصف على مثلث عاهم في محافظة حجة الشمالية.
إلى ذلك، جدد العدوان غاراته على العاصمة صنعاء، مستهدفاً من جديد مناطق في محيط معسكر قيادة قوات الأمن الخاصة، ما أدى إلى تضرر عدد كبير من منازل المواطنين والمحالّ التجارية الواقعة في المنطقة.