بعد يوم من استهداف «القوة البحرية» اليمنية بارجة عسكرية سعودية تدعى «المدينة»، وهي من بين أكبر القطع البحرية للمملكة، وإقرار الأخيرة بذلك، أصدر الجيش اليمني بياناً قال فيه إن لدى الجيش «إمكانات لم يستخدمها بعد»، وإن لديه القدرة على الدفاع عن البلاد.
وقال المتحدث باسم الجيش العميد الركن شرف لقمان، إن «قوى الغزو لم تأخذ تحذير القوة البحرية على محمل الجدّ»، مشيراً إلى «السخرية من وصف دول العدوان العملية بأنها إرهابية... إذا كان الدفاع عن النفس إرهاباً، فبماذا نصف عدوان النظام السعودي؟».
في موازاة ذلك، شهد الداخل اليمني والحدود السعودية الجنوبية تطورات ميدانية عدة، إذ استهدفت «القوة الصاروخية» اليمنية تجمعات للجنود السعوديين في موقع رقابة الفواز وشرق معسكر بن لادن في نجران. وأوضح مصدر عسكري أن الاستهداف جرى بصلية من صواريخ الكاتيوشا وحقق إصابات مباشرة بعدما وقعت الصواريخ بين «تجمع للجنود السعوديين»، مشيراً إلى استهداف مدفعية الجيش و«اللجان الشعبية»، التابعة لـ«حركة أنصار الله» تجمعات للجيش السعودي في مجمع الربوعة.
مقابل ذلك، ألقى تحالف العدوان مجدداً قنبلتين عنقوديتين على مزارع في صعدة، شمالي اليمن، استهدفتا مزارع في وادي العبدين شرق صعدة، وهو ما حرم المزارعين الخروج إلى حقولهم بسبب تناثر عبوات الصاروخين بين أشجار الرمان والبرتقال، رغم أنه لا هدف عسكرياً هناك.

يزور هادي الرياض
بعدما كان في
الدوحة ليومين

وبينما يواصل الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، جولته الخارجية الجديدة، متجهاً إلى العاصمة السعودية، الرياض، بعدما زار العاصمة القطرية، الدوحة ليومين، تتواصل الأزمات الأمنية والخلافات في المناطق التي تسيطر عليها قواته.
والتقى هادي في الدوحة أمير قطر، تميم بن حمد، معرباً «عن شكره وتقديره لدولة قطر على ما تقدمه من دعم تنموي وإنساني للإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، ولا سيما الدعم المقدم إلى قطاع الكهرباء». وتخللت زيارته جولة استطلاعية على ميناء حمد الدولي، حيث أشاد بتميز أداء الميناء كـ«إحدى المنشآت الملاحية والاقتصادية النوعية في المنطقة، من حيث المساحة، والخدمات، وحجم المناولة للحاويات».
بالانتقال إلى الجنوب اليمني، أعلنت أجهزة أمن محافظة لحج، الموالية لهادي، أنها تمكنت من قتل القيادي البارز في تنظيم «القاعدة»، عمار قايد، الملقب بـ«أبو علي»، في «عملية نوعية» بعد دهم منزله. وقالت مصادر أمنية، إن «وحدة أمنية تمكنت من مطاردة ورصد تحركات القيادي وأمير القاعدة في لحج أبو علي في ضواحي مدينة الحوطة»، مضيفة أنه حدث «تبادل إطلاق نار بين الجانبين، لقي المدعو على إثره مصرعه من الفور... وكان مطلوباً للأمن في لحج وعدن».
يشار إلى أنه بعد عملية الإنزال الأميركي في منطقة البيضاء، أُعلن مقتل عنصرين من «القاعدة»، أول من أمس، في ضربة جوية نفذتها طائرة أميركية من دون طيار، في مديرية بيحان، في محافظة شبوة. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول أمني محلي أن «الغارة استهدفت مركبة لعناصر القاعدة أثناء سيرها».
على صعيد الخلافات الداخلية، نجا أمس، قائد «اللواء 35 مدرع» الموالي لهادي، العميد عدنان الحمادي، من محاولة اغتيال بعبوة ناسفة استهدفت موكبه في مديرية المواسط، في محافظة تعز. ووفق المصادر، انفجرت «العبوة بعد ثوانٍ من مرور موكب الحمادي في منطقة المشجب في عزلة بني يوسف»، لكن «الانفجار لم يُقع ضحايا». وربط مراقبون بين محاولة الاغتيال والصراع الدائر بين فصائل ما تسمى «المقاومة» في تعز، حيث يصنف الحمادي قائداً عسكرياً يحمل الفكر الناصري، وهو الفكر الذي يلاقي حملة واسعة من ناشطي حزب «الإصلاح» (جماعة «الإخوان المسلمون»). في غضون ذلك، جرت أمس عملية تبادل للأسرى بين «أنصار الله» وقوات هادي في محافظة الجوف، وأفرج فيها عن 112 أسيراً من الطرفين، إذ أفرجت «أنصار الله» عن 54 أسيراً من القوات الموالية لهادي، فيما أطلقت الأخيرة سراح 58 أسيراً من الحركة.
من جهة أخرى، تصدرّ تقرير لـ«منظمة الأمم المتّحدة للطفولة ــ يونيسيف» التقارير الإنسانية أمس، بعدما قال إن نحو 3.3 ملايين شخص في اليمن، بينهم 2.2 مليون طفل، يعانون سوء تغذية حاد، فيما يعاني 460 ألف طفل دون الخامسة سوء تغذية أكثر حدة.
وكان الرقم الأكثر خطوة في تقرير المنظمة يقول إن «63 من كل ألف طفل يموتون قبل بلوغ سن الخامسة، مقابل 53 في عام 2014»، فيما قالت ممثلة «يونيسيف»، ميريتشل ريلانو، إن «الأطفال والحوامل والمرضعات هم الأكثر تضرراً من أزمة سوء التغذية في محافظة صعدة، شمالاً، وفي محافظة الحديدة الساحلية، غرباً، وفي محافظة تعز، وسط البلاد».
إلى ذلك، هبط الريال اليمني إلى مستويات قياسية أمام الدولار الأميركي، بعدما وصل سعر صرفه في اليومين الماضيين إلى 360 ريالاً مقابل كل دولار، بعدما كان 250 ريالاً في منتصف العام الماضي.
(الأخبار)