جيزان | أعلنت «القوة الصاروخية»، التابعة للجيش اليمني و«اللجان الشعبية» إجراء «تجربة ناجحة بصاروخ بالستي بعيد المدى على هدف عسكري في العاصمة السعودية الرياض»، واعدة بإيراد المزيد من التفاصيل، في وقت قالت فيه مصادر عسكرية لـ«الأخبار» إن الإعلان جاء بعد التأكد من بلوغ الصاروخ هدفه.
وأضافت تلك المصادر أن الإعلان أعقب الإطلاق بمدة قصيرة في وقت متأخر مساء أمس، وأن الإطلاق موثّق بمشاهد ستعرض لاحقاً، مشيرة إلى أنه سبق لـ«الصاروخية أن استهدفت بعشرات الصواريخ المتوسطة المدى أهدافاً عسكرية داخل المملكة ردّاً على عدوانها المستمر».
في غضون ذلك، توالت الأنباء المنقولة عن حسابات سعوديين في موقع «تويتر» تفيد بسماع صوت انفجار ضخم في منطقة المزاحمية الواقعة غرب الرياض، على طريق الرياض ــ الطائف، في وقت متزامن مع إعلان «القوة الصاروخية».
في سياق متصل، تتصاعد وتيرةُ العمليات العسكرية التي يشنها المقاتلون اليمنيون على مواقع الجيش السعودي ومعسكراته، في مقابل الهجوم الواسع على الساحل الغربي لليمن بعد تصعيد المواجهات في الجبهات الداخلية، وذلك بصورة خالفت توقعات كثيرين، إذ إن اليمنيين واصلوا خطتهم القتالية تحت عنوان «معركة التنكيل»، الاسم الذي أطلقه المتحدث باسم «حركة أنصار الله» قبل شهر، وهدف هذه المعركة إلحاق أكبر قدر من الخسارة في صفوف الجيش السعودي وملاحقة تحركاته داخل أراضيه واستهدافها بطرق متعدّدة منها: الكمائن، والقنص، والقصف المدفعي وعمليات التسلل، كما تقول مصادر عسكرية لـ«الأخبار».

للمرة الأولى تحاول المملكة بإصرار استعادة موقع هرب منه جنودها


وشهدت الأيام القليلة الماضية عمليتين عسكريتين على موقعين عسكريين سعوديين في جيزان؛ الأول هو موقع المقرن واتسمت فيه العملية بالمباغتة، إذ تفيد المصادر التي واكبت الحدث بأن قوات خاصة تمكنت من اقتحام الموقع فجر الأربعاء الماضي، حيث استطاعت قتل عدد من جنود «حرس الحدود» السعودي، فيما لاذ البقية بالفرار. وأحرق المقاتلون اليمنيون ثلاث آليات عسكرية داخل المقرن ووضعوا أيديهم على كميات كبيرة من الأسلحة المتوسطة والصغيرة، ومنها قنّاصات متطورة أميركية الصُنع. وتقول المصادر إنها كانت «أسلحة نوعية لا يمنحها الجيش السعودي إلا لوحدات متخصصة من قوات جيشه».
العملية النوعية الثانية، تكمل المصادر نفسها، جرت مساء الجمعة الماضي في محيط مدينة الجابري التابعة لمنطقة جيزان، حيث اقتحم مقاتلو الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» موقع الفريضة في عملية كبيرة استمرت لساعات وشاركت فيها وحدات هندسة الدروع، وانتهت بالسيطرة الكاملة على الموقع الجبلي ومقتل عدد من الجنود السعوديين فيه. ووصف مصدرٌ في «اللجان» ما حدث للآليات العسكرية في الموقع بالمجزرة، مضيفاً أن ست آليات أحرقت إضافة إلى إحراق مخزن السلاح الخاص بالموقع.
بعد ساعات من السيطرة على الفريضة، شنّ الجيش السعودي سبع هجمات عنيفة حاول فيها استعادة الموقع، وهي المرةّ الأولى التي يكرّر فيها الجيش السعودي زحوفه على موقع فقد السيطرة عليه خلال وقت قصير وبهذا الكم من العناصر، فضلاً عن مساندة الطائرات بأنواعها للجنود. وتؤكّد هذه الهجمات حجم الخسارة التي تلقاها الجيش السعودي بسيطرة المقاتلين اليمنيين على الفريضة، بالنظر إلى موقعه الاستراتيجي ضمن حسابات العمليات الميدانية.
والفريضة جبل متوسط الارتفاع يُشرف على عدة قرى تفصل بين مدينة الخوبة، عاصمة محافظة الحرث، ومركز الخشل، إحدى أهم مناطق جيزان الجنوبية، كذلك تقع ضمن الأراضي التي يُشرف عليه الموقع عدة قرى وصولاً إلى قرية الجابري عند سفح الجبل من الناحية الغربية. وقبل السيطرة عليه كان المقاتلون اليمنيون قد نجحوا في تحويل الموقع إلى أحد أكثر النقاط العسكرية استنزافاً للسعوديين نتيجة تنوّع العمليات ضده، علماً بأن هذه العمليات بدأت منذ وصول اليمنيين إلى قرية الجابري وإحكام سيطرتهم عليها قبل عام ونصف. وسجّلت وحدة القناصة اليمنية مقتل عشرات الجنود السعوديين في ذلك الموقع، وقد وثّقتها كاميرا «الإعلام الحربي» أكثر من مرة.
في جيزان أيضاً، سُجّل أمس قنص جنديين في موقع قيس وتدمير ثلاث آليات خلف الفريضة المسيطر عليه حديثاً، كذلك قتل ثلاثة جنود سعوديين بقصف مدفعي على موقع المخروق في نجران وتمّ قنص جندي رابع في موقع الطلعة، في وقت تتوالى فيه البيانات السعودية في نعي جنود قضوا في المناطق الجنوبية.