نجران | مضى شهر شباط الماضي بالحصيلة الأكبر من أرقام خسائر الجيش السعودي على صعيد عمليات القنص المُنفّذة على أيدي وحدة القناصة اليمنيين، وبأسلحة من بينها تلك القنّاصات المُغتنمة من مواقع ومخازن الجيش (أميركية وبريطانية وكندية الصنع).هذه هي المُفارقة المرّة بالنسبة إلى الجانب السعودي الذي لا يُطيق سماع أخبار هزائم جيشه المتتالية على الحدود الجنوبية، فضلاً عن الاعتراف بها. ولولا مشاهد «الإعلام الحربي» اليمني التي تفضح أداء الجيش السعودي لحظة فراره أمام المقاتلين اليمنيين، لنجحت السعودية عبر ماكينتها الإعلامية الضخمة في تضليل الرأي العام وتقديم معارك اليمنيين داخل المملكة على أنها محض خيال لا واقع له.

وحدة القنّاصة اليمنية تقتل من جنود الجيش السعودي («حرس الحدود» و«الحرس الوطني») يومياً ما متوسطه خمسة جنود يجري قنصهم في ثكن ومواقع عسكرية سعودية عادة ما تكون بعيدة عن محاور المواجهات ومربعات القتال بين الطرفين. فخلال الأيام العشرة الأخيرة من الشهر الماضي، قُتل ما يزيد على خمسة عشر جندياً سعودياً، ضمن عمليات جرى توثيقها بعدسة «الإعلام الحربي»، فضلاً عن أضعافهم من المرتزقة اليمنيين الموجودين كبُدلاء أو إلى جانب الجيش السعودي في معظم المواقع والمعسكرات الحدودية.
على صعيد المواجهات العسكرية، لم تنجح عشرات الزحوفات السعودية التي شُنّت باتجاه مواقع سعودية يُسيطر عليها اليمنيون منذ أشهر، بهدف إخراج الأخيرين منها. ووفق مصدر عكسري تحدث إلى «الأخبار»، فقد شارك في هذه الزحوف مئات المجنّدين والمرتزِقة اليمنيين، وذلك في مواقع جبلية على جبل الشُرفة في نجران، وباتجاه مواقع في عسير بالقرب من المنفذ البري «علب».
وأضاف المصدر أن خسائر الجيش السعودي في الزحفين تضاعفت مع معاودته شنّ الهجمات من عدّة محاور وبمشاركة عشرات الطائرات الحربية التي شنّت مئات الغارات إسناداً للقوات على الأرض. كذلك قال إن التغيّر الكبير الذي فاجأ السعودية في معارك الحدود، خاصة في نجران، هو الدخول الفعال للدفاعات الجوية اليمنية على خط المواجهات، والذي «كانت أولى تباشيره إسقاط طائرة أردنية من نوع إف ــ 16 أميركية الصنع». وفيما ادّعت وسائل العدوان أن خللا فنيّاً تسبّب في سقوط الطائرة، وزّع «الإعلام الحربي» مشاهد تظهر حُطام الطائرة على أراض سعودية تابعة لمنطقة نجران، يسيطر عليها مقاتلون يمنيون.
إلى ذلك، بلغ عدد الغارات على مختلف المحافظات اليمنية ألف غارة خلال الشهر الماضي، فيما تركّز القصف الصاروخي والمدفعي في جيزان على تحصينات وثكن عسكرية عمد الجيش السعودي مؤخّراً إلى استحداث العشرات منها لتعزيز دفاعاته، سواءً في محيط مدينة الخوبة أو على امتداد المساحة الجغرافية باتجاه الغرب من جيزان في كل من محافظة الحرث والطوال وصامطة.