بينما كان الرئيس اليمني المستقيل، عبد ربه منصور هادي، ينهي، أمس، زيارته إلى الإمارات، الطرف الثاني الأكثر مشاركة في العدوان على اليمن، راجعاً إلى عدن التي عاد إليها قبل أسبوع، وصل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة باليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى العاصمة الكويتية، من أجل استكمال مهمته المتعثرة.
لم يقرر هادي العودة إلى الرياض، محل إقامته الدائمة منذ عام، رغم التوقعات الكبيرة بأنه لن يطيل الإقامة في «العاصمة المؤقتة لحكومته»، التي يعني غياب الرئيس المستقيل عنها، أو عن اليمن عموماً، غياباً للحضور السياسي الفعّال له.
ومنذ العودة الثالثة لهادي إلى عدن مطلع الأسبوع الماضي، يعزو بعض المراقبين هذه الخطوة إلى خلافات بين تحالف العدوان انتهت بالطلب من الرئيس المستقيل الذهاب إلى عدن، فيما قال آخرون إنها «جاءت لقيادة معركة استعادة محافظة تعز المجاورة» التي لم تنطلق بعد.
وكان هادي قد زار عدن، منذ هربه من اليمن نهاية آذار 2015، مرتين: الأولى في أيلول 2015، ثم في تشرين الثاني من العام نفسه، حتى غادرها في كانون الثاني الماضي.
ويوم الأربعاء الماضي، التقى كل من هادي وولد الشيخ في عدن، في اجتماع انتهى بتسلّم الأخير ملاحظات الرئيس المستقيل على «خريطة الطريق».

يواصل المبعوث
الأممي جولته لتحريك
المحادثات المتوقفة

وتزامنت عودة هادي إلى عدن مع إصداره قرارات عسكرية شملت تغييرات كبيرة، منها تعيين اللواء الركن أحمد سيف اليافعي نائباً لرئيس «هيئة الأركان العامة»، إضافة إلى التوجيه بإرسال تعزيزات عسكرية إلى تعز تشمل «إمدادات وعتاداً عسكرياً ثقيلاً ودعماً بالمدرعات وبالجنود لحسم المعركة في المحافظة»، وفق تلك المصادر.
أما إسماعيل ولد الشيخ، فالتقى، أمس، أمير الكويت، صباح الأحمد الصباح، لبحث فرصة استكمال المشاورات التي كان للكويت دور كبير في استضافتها قبل شهور، رغم أنها لم تفض إلى نتيجة. كما التقى المبعوث الأممي، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي، صباح خالد الصباح، في الشأن نفسه.
بالعودة إلى الاستعداد لمعركة تعز، فإن مواقع عربية ومحلية نقلت «رفض عدد كبير من مجندي المقاومة الجنوبية التوجه إلى جبهة باب المندب للمشاركة في عملية واسعة النطاق لتحرير تعز»، معتبرين ذلك «زجّاً بهم» في عملية عسكرية تسعى إلى «تحقيق نصر عسكري لقيادات الشرعية على حسابهم». ونقلت عنهم أن هذا الرفض جاء لعدم إبلاغهم بطبيعة المهمات العسكرية الموكلة إليهم مسبقاً، ما أدّى إلى إلغاء العملية برمتها وإعادة عناصر المقاومة الجنوبية إلى منطقة الحشد الأولى في عدن.
في المقابل، أكدت مصادر ميدانية أن مقاتلي الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» شنّوا هجوماً استباقياً على الجبهة الشرقية لتعز، فيما قالت المالية لهادي إنها صدت الهجوم، وذلك بعد حديثها عن «خطة تتضمن هجوماً شاملاً على محورين، يبدأ الأول عبر مدينة ذوباب، المحاذية لمضيق باب المندب، فيما تجري في وقت متزامن عمليات إنزال بحرية وجوية لجنود من المقاومة في الخطوط الخلفية لجبهتي كرش وذوباب».
إلى ذلك، نفى القيادي في «جماعة أنصار الله» عبد الله المنبهي، اقتراب أي قوّات عسكرية من منفذ علب الحدودي في محافظة صعدة، الذي تسيطر عليه قوات تابعة للجماعة. وقال المنبهي، في تصريحات صحافية، إن «مقاتلي الجيش واللجان الشعبية كسروا اليوم (أمس) زحف مرتزقة الرياض من قلل الشيباني باتجاه علب، وقتلوا العشرات منهم وغنموا كميات من الأسلحة والذخائر»، مشيراً إلى عرض مشاهد ذلك عبر قناة «المسيرة»، التابعة لـ«أنصار الله».
(الأخبار، أ ف ب)