منذ إعلان زعيم حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، التصعيد العسكري ضد تحالف العدوان بقيادة السعودية على اليمن، تشهد الجبهات الداخلية والحدودية معارك عنيفة، نفّذ فيها الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» عمليات هجومية ودفاعية ناجحة، كان آخرها أمس في تعز.
ووفق قناة «المسيرة» الموالية لـ«أنصار الله»، نجح الجيش «واللجان» في «صدّ زحف لمرتزقة العدوان باتجاه جبل عسق في مديرية حيفان، غربي محافظة تعز»، مؤكدة «مقتل وجرح أعداد في صفوف المرتزقة». ووفق مصدر عسكري، «نفذ مقاتلو الجيش واللجان الشعبية سلسلة عمليات مباغتة استهدفت عدداً من مواقع مرتزقة العدوان في محافظتي نهم والجوف».
أما على الجبهات الحدودية، فنقلت «المسيرة» عن مصادر عسكرية حدوث «ثلاث عمليات هجومية ناجحة على مرتزقة العدوان»، اثنتان منها في نجران، وواحدة في عسير، مشيرة إلى «سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات المعادية». وفي جيزان، استهدفت مدفعية الجيش و«اللجان» تجمعات للقوات السعودية في موقع القرن بعدد من قذائف المدفعية، «محققة إصابات دقيقة ومباشرة».
وتزامناً مع الخسائر العسكرية لتحالف العدوان، كشفت وكالة الأنباء الرسمية «سبأ»، أمس، أن طائرات «التحالف» استهدفت منزلاً في مديرية شدا الحدودية في محافظة صعدة، وذلك في غارة ذهب ضحيتها «أربعة قتلى، بينهم طفل، وثلاثة جرحى من أسرة واحدة». وأضافت «سبأ» أن طائرات العدوان شنّت «أكثر من 20 غارة على الشرفة والمخروق في نجران ومنطقة الفرع في صعدة».
في غضون ذلك، أكّدت «منظمة العفو الدولية»، في تقرير نشرته أمس، أن العدوان «ارتكب في اليمن انتهاكات للقانون الدولي وجرائم حرب»، لافتة إلى أن «دولاً من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تواصل إمداد التحالف بالأسلحة». وقالت المنظمة الدولية إن «قنبلة أميركية الصنع دمرت بناية سكنية في صنعاء الشهر الماضي/ وأسفرت عن مقتل 16 مدنياً وإصابة 17 آخرين»، من بينهم الطفلة بثينة (5 سنوات)، التي انتشرت صورها في أعقاب الضربة.
وآنذاك، أصرّت قوات «التحالف» على القول إن الخسائر في صفوف المدنيين كانت نتيجة «خطأ تقني»، مدّعية أنها استهدفت «هدفاً عسكرياً مشروعاً». وتعقيباً على ذلك، قالت مديرة البحوث في مكتب بيروت الإقليمي للمنظمة، لين معلوف، «يمكننا الآن أن نؤكد قطعاً أن القنبلة التي قتلت عائلة بثينة، وغيرهم من المدنيين، أميركية الصنع»، مبيّنة أنه «ليس هناك أيّ تفسير يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة وغيرها من الدول مثل بريطانيا وفرنسا لتبرير استمرار تدفق الأسلحة على التحالف الذي تقوده السعودية... لقد ارتكب هذا التحالف مراراً وتكراراً انتهاكات جسيمة للقانون الدولي، بما في ذلك جرائم حرب».
من جانب ثانٍ، تطاول انتهاكات «التحالف» المنظمات الدولية، إذ أعلنت «مؤسسة موانئ البحر الأحمر»، أمس، أن قوات تحالف العدوان سحبت الباخرة (FULMAR)، المحمّلة بــ25 ألف طن من مادة القمح، والمرسلة من «برنامج الأغذية العالمي»، ووجّهتها إلى بعد 65 ميلاً خارج منطقة الغاطس لميناء الحديدة قبل إفراغ حمولتها. وأوضحت المؤسسة أن «هذه ليست المرة الأولى التي تسحب فيها بواخر إغاثية»، مؤكدة أن «قوى العدوان تسرب إلى الإعلام معلومات مضللة بأن الميناء يحتجز بواخر تحمل مواد غذائية في حين هي من تفعل ذلك».
تأتي كل هذه التطورات بعد يوم واحد على من إعلان الرئيس المستقيل، عبد ربه منصور هادي، في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك، أنه و«التحالف» الذي يدعمه ليسوا «دعاة حرب... لكنه لا يمكن أن يحدث السلام ما لم تتوقف إيران عن التدخل في شؤون المنطقة وانتهاج أساليب الفوضى والعنف».
رغم ذلك، شهدت ساحة ميدان السبعين، وهي كبرى ساحات العاصمة، والشوارع المحيطة بها، مسيرة جماهيرية كبرى إحياءً للذكرى الثالثة لـ«ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر». وألقى رئيس «المجلس السياسي الأعلى»، صالح الصمّاد، كلمة أمام عشرات الآلاف من مؤيدي «أنصار الله» والقوى والأحزاب المتحالفة معهم، أكّد فيها أن «الشرعية شعار زائف رفعه النظام السعودي لتبرير عدوانه»، داعياً إلى إيقاف «دول العدوان عن نهب ثروات الشعب اليمني». وشهد الاحتفال مشاركة واسعة من أبناء المحافظات الجنوبية، كعدن وأبين وشبوة وحضرموت والضالع ولحج. كذلك، حضر الاحتفال رئيس الحكومة عبد العزيز بن حبتور، فيما ألقت وزيرة الدولة رضية عبدالله، التي تنحدر من الجنوب، كلمة خلال التجمع.
(الأخبار)