فرض الجيش اليمني واللجان الشعبية «معادلة جديدة» في معركة الساحل الغربي، بانتقالهما إلى «موقع الهجوم»، في ظلّ حصارٍ مطبق يفرضه هؤلاء على الميليشيات الموالية لـ«التحالف» التي لم تستطع إحراز أي تقدم في سادس أيام الهجوم على الحديدة.هذا ما أكّده الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية، شرف لقمان، إذ قال إنّ «ضربات الجيش واللجان على تجمعات قوى الغزو والاحتلال في الساحل الغربي، متواصلة بحسب استراتيجية الدفاع المتحرك والهجوم المعاكس المعدة، لاحتواء مثل هذه المواقف»، مشيراً إلى «استحالة تجاوز العدو للخطوط الدفاعية والتطويق قائم على قواته في البؤر التي وصل إليها». وأضاف أن الجيش واللجان تمكّنا من تدمير 44 آلية تابعة لـ«التحالف» منذ بدء الهجوم، لافتاً إلى أن سلاح الجو المسيَّر استهدف المرتزقة أثناء محاولتهم فك الحصار عن القوات المحاصرة في الساحل الغربي. وأكّد أن الجيش واللجان فرضا «معادلة جديدة في معركة الساحل الغربي، والتحول إلى العمليات الهجومية».
كذلك، لفت إلى أنّ الحسم العسكري للموقف بالكامل في الساحل الغربي بيد الجيش واللجان، مبيّناً أنّ «تحالف العدوان يلجأ إلى تزييف الحقائق بنشر المشاهد المفبركة عبر وسائل إعلامه في محاولة لرفع معنويات قواته المندحرة».
في هذه الأثناء، كانت الإمارات تشترط «انسحاباً غير مشروط» للجيش واللجان من الحديدة، لوقف الهجوم، في وقت تتواصل مهمة مبعوث الأمم المتحدة في صنعاء لمحاولة التوصل إلى تسوية، في مسعى وصفته أبو ظبي بـ«الفرصة الأخيرة».
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، في مؤتمر صحافي في دبي، «نقوم بهذا الضغط (...) ليساعد أيضاً المبعوث الأممي حالياً في فرصته الأخيرة لإقناع الحوثيين بالانسحاب غير المشروط من المدينة وتجنيب المدينة أي مواجهة»، مضيفاً: «إذا لم يتم ذلك (...) فإننا مصممون على تحقيق أهدافنا». قرقاش شدّد على أن «أيّ عرض للانسحاب لا يجب أن يكون مشروطاً»، معتبراً أنه «لو أرادوا وضع شروط، فكان عليهم أن يقوموا بذلك قبل عام حين كانت المفاوضات جارية وكانوا في وضع أفضل. هذا ليس وقت التفاوض بل وقت الانسحاب من دون شروط».
وقال المسؤول الإماراتي إنّ التحالف خطط هجومه بما «يراعي التحديات الإنسانية»، مشيراً إلى أن النهج المتّبع «منهجي وتدريجي ومحسوب للسماح للحوثيين بفعل الصواب، وهو اتخاذ قرار الانسحاب غير المشروط». وأضاف أنّ أيام الحوثيين في الحديدة «صارت معدودة»، وأنّها «تحتاج لأن تكون أقصر ما يمكن لإنقاذ السكان».
وعلى رغم عدم إحراز «التحالف» أيّ تقدم في الهجوم المتواصل على الحديدة، رأى قرقاش أن «وضعنا أكثر من ممتاز»، مشيراً إلى أنّ بطء التقدم سببه «نيران القناصة» ومحاولة تجنب إيقاع خسائر في صفوف المدنيين.
تصريحات قرقاش جاءت في وقت تتواصل زيارة مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، إلى صنعاء، حيث التقي مساء أمس رئيس حكومة الانقاذ، عبد العزيز صالح بن حبتور، بحسب وكالة «سبأ» الرسمية التابعة لسلطات صنعاء. وقال بن حبتور خلال اللقاء إن سلطات صنعاء تؤيد «أي توجه (...) نحو سلام حقيقي»، لكنه شدد، في الوقت ذاته، على أن «تصعيد العدوان سواء في الحديدة أو في غيرها من المحافظات والمناطق اليمنية سيقابل بتصعيد» مماثل.
وسط تحذيرات من أخطار كارثية إنسانية جراء استمرار المعارك، أعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان، زيد بن رعد الحسين، عن قلقه من هجوم التحالف على ميناء الحديدة اليمني.
وقال في آخر كلمة له أمام مجلس حقوق الإنسان المنعقد في جنيف، إنّ العمليات العسكرية تؤثر في أعمال الإغاثة الإنسانية الدولية في اليمن، وهناك خشية من أن تؤدي إلى سقوط «عدد كبير من الضحايا» جراء الهجمات وأثرها الكارثي، مطالباً بتسهيل إدخال المساعدات إلى الحديدة، وإرساء نظام مراقبة لـ«الأوضاع الجارية على الأرض» في المدينة.


روحاني لأمير قطر: لا حلّ عسكرياً لأزمة اليمن
أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، في اتصال هاتفي مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، اليوم، أن لا حل عسكرياً للأزمة اليمنية، داعياً إلى تعزيز «الآليات السياسية لخلق الاستقرار والأمن في هذا البلد والمنطقة».
في هذا السياق، أشار إلى أنّ العدوان الأخير على ميناء الحديدة، يسبّب كارثة إنسانية في اليمن. وقال إن استمرار هذه المصادمات من شأنه أن يضع الفقراء في اليمن بوضع قاسٍ وحرج، مضيفاً أنّ «واجبنا هو مساعدة هؤلاء المضطهدين».
وأعرب روحاني عن أمله أن تتمكّن طهران والدوحة من الاستفادة من القدرات العديدة المتاحة للعلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين. وفيما أشاد بـ«صمود ومقاومة» الشعب والحكومة القطرية للضغوط والتهديدات والحصار «الجائر الظالم» و«غير العادل» الذي تتعرّض له الدوحة جراء المقاطعة، أكّد الرئيس الإيراني أنّ الجمهورية الإسلامية «ستبذل قُصاراها لمساعدة الشعب والحكومة القطرية من أجل استقرار المنطقة»، مؤكداً أنّ سياسة طهران تكرّس أهمية الحوار مع دول المنطقة لإنهاء الخلافات. كذلك رأى أنّ السياسات المغامرة لبعض الدول في المنطقة غير صحيحة، لافتاً إلى أن استمرار هذه السياسات سيزيد، بلا شك، من المشاكل في المنطقة، بما في ذلك في فلسطين وسوريا واليمن.