أشار وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، اليوم، إلى أن فُرص إجراء محادثات لإنهاء الحرب في اليمن باتت «أكثر واقعية»، بعدما أكّد السعوديون استعدادهم لإجلاء 50 جريحاً من مقاتلي جماعة «أنصار الله» إلى عُمان للعلاج.وكان الحديث عن إمكانية التوصّل إلى حلّ سياسي في اليمن، قد ازداد في الآونة الأخيرة بعد مقتل خاشقجي وتداعياته على الرياض وسياساتها، والدعوات الأميركيّة المتكرّرة لإنهاء الحرب.
وبعد لقائه في الرياض مع الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان، قال هانت أيضاً إنّه يتوقّع «تقدماً سريعاً» في تقديم المسؤولين عن مقتل جمال خاشقجي للعدالة. وقال هانت: «وصلت إلى اعتقاد بأنّ من المؤكد أنّ الإجراءات القانونية ستبدأ في القريب العاجل بالفعل، وأن علينا أن نسمع شيئاً عن التحقيق قريباً».
هانت الذي تضمّنت جولته في المنطقة لقاءً مع ولي عهد الإمارات محمد بن زايد، قال إنّه «على الرغم من حدوث هدوء موقت في القتال... فإنّ الوضع الإنساني مُزرٍ ولذلك عبّرت للجميع عن إلحاح الوضع الذي نواجهه».
إجلاء مقاتلي «أنصار الله»، الذي ذكر هانت أنّ له شروطاً بشأن من سيسافر معهم، كان شرط الجامعة لحضور محادثات السلام التي انهارت في أيلول/ سبتمبر الماضي قبل أن تبدأ، بعدما لم يتمكن وفد الحركة من السفر إلى جنيف. وقال هانت: «إذا فك هذا (إجلاء المقاتلين) قيود ذاك (من سيسافر معهم)، فسيجعل ذلك فرصة انعقاد محادثات السلام أكثر واقعية وسيكون أمراً بالغ الأهمية... الأمر متعلّق ببناء الثقة من الجانبين، لكن (بناء على ما استقيته من) الأشخاص الذين تحدّثت إليهم، يوجد بالتأكيد استعداد فعلي للمشاركة في تلك (المحادثات)».
وبشأن جريمة قتل خاشقجي، قال هانت، وهو أول وزير بريطاني يزور السعودية منذ الحادثة، إنّه يتعيّن مراجعة النتائج قبل اتخاذ قرار بشأن العواقب. وأضاف، في حديثٍ إلى وكالة «رويترز»: «تحدّثت بصراحة شديدة عن مخاوفنا بشأن ما حدث ومدى أهميّة أن يعرف شركاء السعودية الاستراتيجيون أنّ ذلك لا يمكن أن يحدث ولن يحدث مجدداً». وتابع: «الإجراءات القانونية جارية حالياً في السعودية، ووصلت إلى الاعتقاد بأنه سيكون هناك تقدّم سريع في التأكد من تقديم الأشخاص (المتورطين) للعدالة».