منذ انقلاب «المجلس الانتقالي الجنوبي» على حكومة الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، مع سيطرة المجلس على مدينة عدن جنوبي اليمن، والمشهد يزداد تعقيداً أمام اللاعبين داخل جبهة التحالف السعودي الإماراتي. وإذ بدت الرياض وكأنها تغض الطرف عن «الانقلاب» أو حتى متواطئة أحياناً، فإن ائتلاف حكومة هادي يحاول الصمود أمام تغيّر المعادلة مع طرد قوات هذه الحكومة من المدينة التي تعدّها «عاصمة مؤقتة». ذلك برغم أن السعودية دعت إلى اجتماع في جدة أوحى بأنه سيكون مخرجاً لترتيبات بين الرياض وأبو ظبي تلملم ذيول ما حصل، وتمنح «الانتقالي» دوراً يترجم انتصاره العسكري. وانطلاقاً من هذه المخاوف، جددت حكومة هادي، أمس، ترحيبها بالمبادرة السعودية، لكنها اشترطت في بيان للخارجية أن يتم أولاً «الالتزام بما ورد في بيان التحالف من ضرورة انسحاب المجلس الانتقالي من المواقع التي استولى عليها».«الانتقالي»، من جهته، يستفيد من قوة أوراقه على الأرض ليحرص على ترجمتها في التفاوض، رغم عدم تخطيه الخطوط الحمر كعدم الاعتراف بـ«شرعية» هادي. في هذا الإطار، أكد المتحدث باسم «الانتقالي»، صالح النود، أن «التخلي عن السيطرة على عدن ليس مطروحاً على المائدة في الوقت الحالي». وقال في مقابلة مع «رويترز»: «ستكون بداية طيبة جداً أن يتم إخراج الإصلاح من الجنوب كله والسماح للجنوبيين بحكم أنفسهم... نحن نرى أن الإصلاح تغلغل في الحكومة أو سيطر عليها».