في المقابل، أفادت مصادر مقرّبة من حكومة هادي، «الأخبار»، بأن «لجنة شؤون الأسرى» التابعة لتلك الحكومة تلقّت اتصالات مكثّفة من مكتب المبعوث الأممي، تصبّ في مصلحة عقد جولة جديدة من المفاوضات، مشيرة إلى أن «هناك ترتيبات يجريها مكتب غريفيث لعقد هذه الجولة قبل انتهاء العام الجاري» ، على أن «تشمل التفاوض حول الإفراج عن شقيق هادي اللواء ناصر منصور، وقائد المنطقة العسكرية الثالثة الموالية له اللواء فيصل رجب، والقيادي في حزب الإصلاح محمد قحطان، والذين لم تشملهم المرحلة الأولى من الاتفاق، والتي انتهت أمس الجمعة». من جهتها، أكدت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر»، في تغريدة على «تويتر»، إطلاق سراح 1056 أسيراً من الطرفين، نُقلوا عبر خمس طائرات تابعة لها، بالتعاون مع «الهلال الأحمر اليمني» و«الهلال الأحمر السعودي»، مُعبّرة عن «أملها في أن يكون هذا النجاح خطوة أولى... نحو إطلاق سراح المزيد من الأسرى».
تعرّض أسرى الجيش واللجان لتعذيب وحشي في السجون السعودية وتلك التابعة لـ«التحالف»
وكان الأسرى المفرَج عنهم (من طرف القوى التابعة للتحالف) أمس، وعددهم 200 (مقابل 150 أطلقتهم صنعاء)، قابعين في معتقلات ميليشيات موالية للإمارات في الساحل الغربي وفي محافظتَي لحج وعدن، وقد تعرّضوا هناك لأصناف متعدّدة ووحشية من التعذيب النفسي والجسدي، وفق شهاداتهم أثناء وصولهم إلى مطار صنعاء الدولي. وبالمثل، تحدث مدير مكتب رئاسة الجمهورية في صنعاء، أحمد حامد، عن تعرّض أسرى الجيش واللجان الشعبية لضغوط نفسية وتضليل في ما يتعلّق بالأخبار الميدانية والمستجدات. وأشار، في كلمة عقب وصول الدفعة الأخيرة أمس إلى مطار صنعاء، إلى أن «قوى العدوان أصرّت على إخراج أسرى لدينا لا صلة لهم بمعايير الصفقة، لكننا قبلنا بذلك حرصاً على إنجاح التبادل»، واعداً بـ«بذل كل المساعي لإنهاء هذا الملف الإنساني الصرف». وأعلن حامد «تكريم كلّ الأسرى المُفرَج عنهم، من دون استثناء، ومنحهم رعاية خاصة، وصرف مكافآت مالية لكلّ منهم، وتزويج غير المتزوّجين بعرس جماعي، وتبنّي معالجة المرضى والمصابين».
مظاهر التعذيب الذي تعرّض له أسرى الجيش واللجان كانت لافتة أثناء وصول عدد منهم محمولين على الأكتاف، وآخرين معوّقين إعاقة كاملة جرّاء التعذيب في سجون السعودية، وتحديداً في سجن خميس مشيط. يضاف إلى ذلك أن سبعة من الأسرى الذين شملتهم صفقة التبادل عادوا جثامين، بعدما فارقوا الحياة من جرّاء التعذيب في السجون السعودية، وفقاً للطبيب الشرعي. كما عاد عدد من الأسرى المفرَج عنهم من سجون «الإصلاح» في مأرب مقعَدين، أو مصابين بالفشل الكلوي. ومن المتوقع أن تُصدر «لجنة شؤون الأسرى» في صنعاء، بعد اكتمال الإجراءات الطبية، بياناً تُفنّد فيه أصناف التعذيب الذي تعرّض له الأسرى المفرَج عنهم.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا