ردود الفعل على المستويَين الشعبي والرسمي، أشادت بتصدّي المرابطين في القدس للعدوّ الإسرائيلي، واعتبرت ردَّ فصائل المقاومة في غزّة، وإطلاقها عدداً من الصواريخ على العدوّ الصهيوني خطوةً مهمّة في سبيل الانتصار للقدس وفلسطين. كذلك، بدا مستوى تفاعل صنعاء مع الهجمات الصاروخية بمستوى الحدث، إذ بارك الناطق الرسمي باسم «أنصار الله»، رئيس وفدها التفاوضي محمد عبد السلام، الضربات الصاروخية للمقاومة الفلسطينية ضدّ الكيان الإسرائيلي، معتبراً، في تغريدة، أن «الردّ بالقوّة هو السبيل الصحيح والخيار العمَلي الفعّال لردع الصَلف الصهيوني».
في هذا الوقت، لم تخرج مواقف الأحزاب والتيارات السياسية الموالية لدول التحالف السعودي ــ الإماراتي عن مواقف رعاتها. وفي هذا الإطار، دعا «حزب الإصلاح» على لسان رئيسه، محمد اليدومي، المقيم في تركيا، ساخراً، «فيلق القدس» الإيراني إلى التدخّل للردّ على جرائم إسرائيل في حقّ المقدسيين. وأعقب ذلك حملة إعلامية ساخرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من مواقف «أنصار الله»، قادها هذا الحزب الذي يمتلك جيشاً إلكترونياً كبيراً. وكذلك، ذهب بعض مسؤولي حكومة الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، إلى مطالبة «أنصار الله» بالقتال في القدس، كونها ترفع شعار «الموت لإسرائيل». ومع تزايد تلك المواقف المخزية، وجّه نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء، حسين العزي، رسالة ناريّة إلى حكومة هادي على خلفية موقف صنعاء من القضيّة الفلسطينية، قائلاً: «لا توجد شرعيّة يمنية تلتقط الصور إلى جانب رئيس وزراء حكومة الكيان الإسرائيلي، (بنيامين) نتنياهو، ولا يمنيين أطهار يطبّعون مع العدوّ». وأضاف العزي، في سلسلة تغريدات له عبر حسابة في «تويتر»: «نحن اليمن وفلسطين نشبه بعضنا مظلوميّةً وعدالةَ قضيّة ومواجهة احتلال ودفاعاً عن أرض، ويكفينا شرفاً أن فلسطين اليوم تنصرنا بنضالها هناك، ونحن ننصرها بنضالنا هنا».
تجنّب «المجلس الانتقالي الجنوبي» إصدار أيّ موقف يتناقض مع موقف رعاته في أبو ظبي
وفي المحافظات الجنوبية، أعلن عدد من المكونات السياسية إدانته لجرائم الاحتلال الإسرائيلي، وأيّد كل من «مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي»، و«تكتل تاج الجنوبي»، و«لجنة اعتصام المهرة السلمي» عمليات الردّ القاسية لـ«كتائب القسام»». وقالت هذه المكونات إن فلسطين بقُدسها ومسجدها وشعبها المقاوم هي قضيّة القضايا والمحور الذي تدور في فلكه مِحَنُ وأزمات الأمّة العربية والإسلامية. إلّا أن «المجلس الانتقالي الجنوبي» الموالي للإمارات آثر الصمت، فَلَمْ يُصدِر أيّ بيان يدين فيه تلك الجرائم، وذلك لتجنُّب أن يتناقض موقفه مع موقف رعاته في أبو ظبي. وتجدر الإشارة إلى أن «الانتقالي» كان قد أعلن على لسان رئيسه، عيدروس الزبيدي، أواخر العام الماضي، استعداده للتطبيع مع إسرائيل وإقامة علاقات دبلوماسية معها.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا