صنعاء | بالتزامن مع عودة الحراك الدبلوماسي الدولي، واستمرار الجهود التي تبذلها سلطنة عُمان في محاولة للتوصّل إلى اتّفاق على تمديد الهدنة في اليمن، سُجّل تصعيد ميداني لافت في عدد من الجبهات الواقعة في نطاق محافظة مأرب. وأكدت مصادر محلّية، لـ«الأخبار»، اندلاع مواجهات هي الأعنف منذ أشهر، بين قوات صنعاء والتشكيلات التابعة للتحالف السعودي - الإماراتي في محيط مدينة مأرب، استُخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة. وأوضحت المصادر أن المعارك امتدّت من شمال منطقة رغوان شرقاً وحتى الجوبة جنوباً، مضيفة أن القتال احتدم أيضاً في الأعيرف والبلق الشرقي وفي المحور الرملي، لافتةً إلى أن المواجهات سقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين. وتزامَن هذا التصعيد مع اشتداد الصراع الداخلي في مركز المحافظة، وخاصة على الملفّ العسكري بين قيادات عسكرية تابعة لحزب «الإصلاح»، ورئيس أركان القوات المُوالية لـ«التحالف»، الفريق صغير بن عزيز، الذي يُتّهم من قِبَل محسوبين على الحزب بالوقوف وراء تفجير الأوضاع في المحافظة، بهدف إلهاء خصومه بجبهة استنزاف جديدة، والتمهيد بالتالي لانتزاع الملفّ العسكري منه. وسبقت التطوّراتِ الأخيرة في مأرب، مواجهاتٌ مماثلة منتصف الأسبوع الجاري في جبهات الجوف، بدأت من الجدافر شرق المحافظة، وامتدّت حتى شمال غرب مأرب، وأدّت إلى تعطّل الطريق الدولي الرابط بين الجوف ومنفذ الوديعة الحدودي مع السعودية، والذي يسلكه الآلاف من اليمنيين بشكل يومي. وبالتوازي مع ذلك، اندلعت مواجهات بين تشكيلات مُوالية لـ«التحالف» في منطقة العلم الواقعة في الصحراء الرابطة بين محافظتَي مأرب والجوف، على خلفية صراع على عائدات الجبايات المفروضة على المسافرين والقواطر والشاحنات التجارية التي تَعبر الطريق الصحراوي، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. وجاءت هذه التطوّرات الميدانية في وقت تتواصل فيه المساعي الإقليمية والدولية المتّصلة بالملفّ اليمني. وفي هذا الإطار، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، بدأ يوم الثالث من الشهر الجاري، زيارة للسعودية والأردن لـ«دفع جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة». وأضافت أن ليندركينغ «سيدعو الأطراف إلى التوصّل إلى اتّفاق بشأن تمديد الهدنة وتوسيعها، من أجل جميع اليمنيين»، مشيرة إلى أن «وقف إطلاق النار الدائم والتسوية السياسية الشاملة بقيادة يمنية هما السبيل الوحيد للمضيّ قُدُماً نحو إنهاء الصراع وما خلّفه من أزمة إنسانية رهيبة». من جهته، تحدّث القيادي الجنوبي المقرّب من حزب «الإصلاح»، عادل الحسني، عن «لقاء جمع وفداً من حكومة صنعاء ووفداً سعودياً في عاصمة عربية، تطرّق إلى تثبيت وقف إطلاق النار من الطرفَين بما يشمل الطلعات الجوّية والمسيّرات والصواريخ، ودفْع مرتّبات جميع الموظفين وفق كشوفات عام 2014 في جميع المحافظات اليمنية». وأضاف الحسني، في سلسلة تغريدات، أن «اللقاء تطرّق إلى السماح بدخول سفن المشتقّات النفطية والمواد الغذائية بعد تفتيشها في جيبوتي وعدم تأخيرها، والبدء في عملية حوار ترعاه عدّة جهات محايدة»، متابعاً أن «نقطة الخلاف حتى الآن، والتي قد تعيق الإعلان عن وقف كلّي لإطلاق النار والدخول في مفاوضات سلام، تتمثّل في اشتراط حكومة صنعاء قَبل أيّ حوار انسحاب القوى الخارجية من اليمن من دون قيد أو شرط».