صنعاء | أعادت قوات صنعاء، لأوّل مرّة منذ ثماني سنوات، المقاتلات السوفياتية التي كان بعضها خارج الجاهزية إلى الخدمة. وخلال الأيام القليلة الماضية، حلّق عدد من الطائرات الحربية من نوع «سوخوي 22»، وكذلك مقاتلة «ميغ 29»، في سماء العاصمة اليمنية. وبحسب مصدر عسكري في صنعاء تحدّث إلى «الأخبار»، فإن فريقاً يمنياً يتبع القوات الجوية تمكّن، منذ العام الماضي، من إعادة عدد من الطائرات العمودية الروسية من نوع «مي - 24» إلى الخدمة، بعدما كان استطاع أيضاً، قبل نحو عامَين، إعادة تأهيل طائرات مقاتلة من نوع «مي – 71»، سبق أن استُخدمت في عملية سرّية في مدينة الدريهمي غربي الحديدة عام 2020، وفي مواجهات جبهات مأرب قبل نحو عام. وفيما لم تعلن صنعاء تفاصيل خطّة إعادة الطائرات إلى العمل، إلّا أن الإعلان عنها بالتزامن مع التحذيرات من الاستمرار في المماطلة في تمديد الهدنة، وآخرها ما صدر على لسان وزير الدفاع، اللواء محمد ناصر العاطفي، من الحديدة، حمل رسائل جاهزية متعدّدة في اتّجاه السعودية. ويدرج خبير عسكري مطّلع في صنعاء، استعادة الطائرات الروسية الحربية «في سياق تفعيل مقدّرات الجيش اليمني التي تمّ تدميرها من قِبل الأميركيين قَبل العدوان والحصار»، لافتاً، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن «قوات صنعاء طوّرت معظم الصواريخ الروسية التي كانت في مخازن الجيش اليمني، والتي تعرّضت لعملية تخريبية خلال فترة هيكلة الجيش وفقاً للمبادرة الخليجية»، متوقّعاً «المزيد من المفاجآت في هذا الاتجاه». والجدير ذكره، هنا، أن تلك الهيكلة تركّزت على تفكيك الصواريخ الروسية، وتدمير الدفاعات الجوّية والطائرات الحربية وطائرات النقل العسكري، والتي قُضي على نحو 32 منها. كذلك، دُمّرت منظومات «سام 1» و«سام 2» و«سام 7» و«استريلا» وأنواع أخرى من صواريخ الأرض - جو الروسية، مقابل دعم مالي أميركي حصلت عليه الأجهزة التي تولّت تهشيم تلك الأسلحة.
فريق يمني يتبع القوات الجوية في صنعاء تمكن من إعادة عدد من الطائرات العمودية الروسية إلى الخدمة


إلّا أنه على مدى السنوات الماضية، تمكّنت صنعاء من إعادة تطوير عدد من الصواريخ الروسية. وقد كانت أولى عملياتها الصاروخية الداخلية ضدّ قوات «التحالف»، في صافر وقرب باب المندب أواخر عام 2015، بصاروخَين من نوع «توشكا» الذي يعود تاريخ صناعته إلى عام 1957. وعقب ذلك، استمرّت عملية التطوير لتشمل صواريخ «سكود» وصواريخ روسية أخرى تمّ رفع مدياتها وتحسين قدراتها التدميرية، لتُثبت فعاليتها في المعركة. وفي تشرين الأول الماضي، وخلال العرض العسكري لقوات صنعاء في مدينة الحديدة، والذي أُطلق عليه «وعد الآخرة»، عُرض صاروخ «روبيج» بنوعَيه الحراري والراداري، وهو صاروخ بحري روسيّ الصنع، أَدخله خبراء ومهندسون يمنيون إلى الخدمة بعد أن كان خارج الجاهزية، ليرفع قدرات القوات البحرية، فيما جرى تأهيل منظومة رادار «بي - 19» الروسية الصنع، والتي تستطيع اكتشاف الأهداف على بعد أكثر من 200 كلم.
وفي تعليقه على إعادة تفعيل السلاح الروسي، الذي يُعدّ بالمناسبة المفضّل لدى اليمنيين، قال المستشار الإعلامي للجنرال علي محسن الأحمر، سيف الحاضري، إن استعراض صنعاء طائرات «ميغ 29» «رسالة واضحة بأن الحرب مستمرّة وبضراوة»، متّهماً السعودية بـ«منع حكومة الشرعية خلال 9 سنوات من الحصول على قوات جوية أو دفاع جوي، في مقابل تمكّن صنعاء من التسلّح بأسلحة وطائرات حديثة»، معتبراً أن «الرياض ستكتوي بنيران صنعاء وستندم».