تنتظر صنعاء نتائج الحَراك الأممي الأخير، خصوصاً على مستوى خطوات بناء الثقة
وفي الوقت الذي تنتظر فيه صنعاء نتائج الحَراك الأممي الأخير، خصوصاً على مستوى خطوات بناء الثقة، لا تزال السعودية تعتمد سياسة التقطير في تنفيذ التزامات السلام. وفي هذا الإطار، تكشف مصادر مطّلعة، لـ«الأخبار»، أن «السلطات المصرية لا تزال ترفض تسيير رحلات تجارية جوّية مباشرة من صنعاء إلى القاهرة»، وأن «الهند لم تردّ بعد على طلب الناقل الجوي اليمني تسيير رحلات جوية مباشرة من صنعاء إلى مومباي لنقل المئات من المرضى لتلقّي العلاج». ومع ذلك، أعلن وزير النقل في حكومة الإنقاذ، عبد الوهاب الدرّة، أن الوزارة حصلت على موافقة لتسيير رحلات تجارية جديدة من مطار صنعاء الدولي إلى عمّان وبالعكس، وأن هذه الرحلات ستبدأ الأسبوع المقبل، كخطوة أولى قبل توسيعها إلى مومباي والقاهرة وجدّة. وأضاف أن «هناك موافقة أيضاً على تسيير رحلات جوّية خاصة لنقل حجاج بيت الله الحرام مباشرة من مطار صنعاء إلى جدّة».
وفي موازاة الحَراك الأممي الجاري، يكثّف السفير الأميركي في اليمن، ستيفن فاجن، تحرّكاته في أوساط الأطراف اليمنية التي تقف على النقيض من مطالب صنعاء المتّصلة بالملفّ الإنساني. ومنذ مطلع الشهر الجاري، التقى فاجن، رئيس «المجلس الرئاسي»، رشاد العليمي، في مقرّ إقامته في الرياض، ونائبه رئيس «المجلس الانتقالي الجنوبي»، عيدروس الزبيدي، وعضوَي «الرئاسي» المحسوبَين على حزب «الإصلاح»، عبد الله العليمي وسلطان العرادة. وبشكل مفاجئ، وصل فاجن، الإثنين الماضي، إلى عدن جنوبي البلاد، في زيارة اتّسمت بالسرّية، ولم يعلَن عنها إلّا بعد رحيله، حيث التقى قيادات في «المجلس الانتقالي الجنوبي» الذي يرفض صرف الرواتب من عائدات النفط، مبرّراً ذلك بأن النفط ملك للدولة التي يدعو إليها وفقاً لمشروع الانفصال، وهو ما يتّفق مع توجّه واشنطن، التي تقول مصادر سياسية في عدن، لـ«الأخبار»، إنها تحضّ القوى اليمنية على رفض أيّ توافق محتمَل في هذا الشأن. كما التقى السفير الأميركي وزير دفاع حكومة معين عبد الملك، محسن الداعري، وناقش معه تداعيات الأزمة المالية التي تعانيها تلك الحكومة جرّاء توقف صادرات النفط والغاز، والتي تتهدّد بتوقّف صرف رواتب الميليشيات الموالية لـ«التحالف».