عدن ـ الاخباربينما تنتظر مفاوضات مسقط عودة المبعوث الدولي اسماعيل ولد شيخ من زيارة سريعة للسعودية، طرأت تطورات نوعية على الواقع الميداني في اليمن تمثلت في لجوء قوات «أنصار الله» الى استخدام صواريخ الكورنيت المضادة للدروع في المواجهات القائمة مع قوات الغزو الاماراتية والسعودية وعملائهما في عدد من المحافظات الجنوبية.

وعلمت «الاخبار» من مصادر ميدانية أن مجموعات خاصة من «أنصار الله» عملت أمس على نصب مجموعة من الكمائن للقوافل المدرعة التابعة لقوات الغزو، ومن ثم أمطرتها بعدد من صواريخ الكورنيت الروسية الصنع، ما أدى الى مجزرة حقيقية بدبابات «لوكلير» Leclerc التي تستخدمها القوات الإماراتية.
وتحدثت المصادر الميدانية عن «محرقة إماراتية» حصلت أمس في كل من منطقة كرش في محافظة لحج، وفي معسكر النصر في خور مكسر في عدن، وعلى طريق العلم بين عدن وأبين وداخل أبين نفسها، مع الاشارة الى أن دولة الامارات تعتمد بقوة على هذه الدبابة، وهي دبابة قتال رئيسية من صنع فرنسا معروفة بـ«الأي أم أكس ــ 56 لوكلير». وهي تستخدم حالياً من قبل الجيش الفرنسي (أرسل منها عينة الى جنوب لبنان بعد حرب عام 2006)، وهي دخلت الخدمة عام 1995 مع جيش الإمارات الذي اشترى منها 388 دبابة. وقد عمد الاماراتيون الى إرسال العشرات منها الى اليمن خلال الاسبايع الثلاثة الماضية، ونشرها في بعض مناطق عدن وأبين ولحج.
وقال المصدر إن عدداً غير قليل من الدبابات والآليات والسيارات قد دمّر جراء صليات عدة من الصواريخ المضادة للدروع، وإن جنديين إماراتيين على الاقل و6 عناصر من «مرتزقة العدوان» لقوا مصرعهم جراء تدمير آليتهم العسكرية المدرعة أمام معسكر النصر في خور مكسر، بينما لم يتم إحصاء بقية الخسائر في المناطق الاخرى، علماً بأن خمسة إماراتيين كانوا قد لقوا مصرعهم على طريق عدن ــ أبين قبل يومين.
وبحسب المصادر، فإن الايام القليلة الماضية شهدت مراجعة ميدانية من قبل الجيش و«أنصار الله»، انتهت الى وضع خطة تحرك مختلفة عن السابق، وتقدمت مجموعات مجهزة بالصواريخ الموجهة لتحتل مواقع متقدمة في جبل يسوف المشرف على مناطق رئيسية في أبين، وعمدوا الى قطع الطرقات بالنار، ثم أمكنهم ترك المدرعات تتقدم قبل أن يتم ضربها مباشرة وتحقيق إصابات كبيرة، وحتى التقدم صوب القوافل وغنم العديد من الاسلحة والمدرعات.
وفي موازاة ذلك، تقدمت مجموعات إضافية من «أنصار الله» الى المنطقة وتموضعت على كامل التلال المشرفة على أبين، بينما ظهرت مجموعات تعمل خلف خطوط انتشار قوات الغزو الاماراتية في مدينة عدن نفسها.


محادثات مسقط

الى ذلك، تسير المحادثات التي تستضيفها العاصمة العمانية مسقط وسط أجواءٍ إيجابية، وفقاً لمصادر من الوفد اليمني. وعلمت «الأخبار» أن المبعوث الدولي اسماعيل ولد شيخ غادر مسقط أمس، متوجهاً إلى الرياض، في زيارةٍ سريعة محاطة بتكتم شديد، للبحث مع مسؤولين سعوديين ويمنيين في ما جرى التوصل إليه خلال جلسات اليومين الماضيين.

احتجاجات في عدن على
وجود الاحمر وانسحابات لمجموعات «القاعدة» من مناطق في حضرموت

وقالت المصادر إن المحادثات مع ولد شيخ أفضت إلى نتائج «جيدة»، وإنه غادر إلى الرياض «مرتاحاً»، قبل التوجه الأربعاء المقبل إلى مجلس الأمن حيث سيسلم نتيجة المحادثات الجارية.
ورغم الايجابية «غير المسبوقة» في المحادثات السابقة، حاول فريق الرياض إعادة تحديد سقف المطالب السعودية، لا سيما في ظلّ الحديث عن مبادرة ولد شيخ التي تركّز على «مكافحة الارهاب»، كأولوية يمنية في المرحلة المقبلة. وأكد الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي في هذا السياق، أن «أي محادثات لا تفضي إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن الداعي إلى انسحاب الحوثيين من المدن لا تعني الحكومة الشرعية في شيء». أما رئيس حكومته خالد بحاح، فقد رأى أن السيطرة على محافظة عدن «تعدّ بداية ومفتاحاً لتحقيق انتصارات أخرى حتى تتحرر المحافظات اليمنية كافة».

ماذا يجري جنوباً؟

من جهة ثانية، بدأت الخلافات تخرج الى العلن في عدد من مناطق الجنوب، بعد محاولة قوات الغزو الاماراتية فرض قواعد على تحرك الفصائل المقاتلة هناك، وسعي الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي الى وضع تشكيل عسكري خاص. لكن المشكلة الأبرز كانت في انتشار الأنباء عن وصول علي محسن الاحمر الى عدن، والأخير أحد قادة الشمال المكروهين جنوباً، ومتّهم بالعمل مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح على ضرب الجنوب. وهو الآن يعمل بإمرة السعودية.
وعلمت «الأخبار» أن دعوات خرجت أمس إلى أبناء عدن بالتظاهر احتجاجاً على وجود الاحمر، وسط عمليات استنفار ذات طابع أمني وعسكري، ولجوء بعض الفصائل الى إطلاق النار على كل تجمّع يضمّ يمنيين من أبناء الشمال.
أما في حضرموت، فقد وُجّه إنذار الى مجموعات «القاعدة» بوجوب إخلاء المدينة خلال ساعات قليلة، وبالفعل تم انسحاب قوة «القاعدة» من معسكر الريان القريب من مطار المكلا,من مخابئهم في الوديان التابعة لقبائل العكابرة القريببن من المكلا. وتعيش مدينة المكلا حالة استنفار، حيث تنتشر نقاط التفتيش وتُسحب الآليات المعطلة.