محمد بدير
أشــرف على انســحاب قـوات الاحتـلال من لبــنان عــام 2000

تعلق القيادتان السياسية والعسكرية في إسرائيل آمالاً كبيرة على الجنرال غابي أشكنازي، الذي توافق رئيس الوزراء أيهود أولمرت ووزير الدفاع عامير بيرتس أمس على تعيينه رئيساً تاسع عشر لأركان الجيش الإسرائيلي. وفي مقدمة هذه الآمال، إعادة ثقة الجيش بنفسه واستعادة ثقة الإسرائيليين فيه، وترميم ما تصدع من قدرته الردعية في أعقاب هزيمة لبنان، وكذلك إعداده للتحديات التي تستشرفها التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية في العام الجاري، بدءاً من احتمالات التفجر من جديد على الجبهة الشمالية، مروراً بالجبهة الفلسطينية المتفجرة أصلاً، وصولاً إلى مواجهة الاستحقاق النووي الإيراني.
وُلد غابي اشكنازي عام 1954 لوالد من أصل أوروبي، وأم من أصل سوري، ونشأ في قرية حجور الزراعية متمَّاً دراسته الثانوية في المدرسة العسكرية الداخلية في تل أبيب. تطوع للخدمة العسكرية عام 1972 وقاتل في حرب «يوم الغفران»، بصفته ضابط صف في لواء غولاني، وشارك كقائد فصيل عام 1976 في عملية تحرير الرهائن الإسرائيليين من مطار عنتيبة في أوغاندا، ثم في عملية «الليطاني» (اجتياح 1978) كنائب قائد كتيبة، حيث تعرض لإصابة في يده ورجله، أقعدته عن الخدمة لفترة، ليعود إليها بعد تعافيه فيعين قائداً للكتيبة 51 في غولاني، فنائباً لقائد اللواء خلال اجتياح لبنان عام 1982 حيث قاد القوة التي احتلت قلعة الشقيف وسلسلة تلال أرنون، ثم قائداً لغولاني مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987.
قضى أشكنازي الجزء الأكبر من خدمته العسكرية في منطقة الشمال، وتولى بين عامي 1992 و 1994 منصب قائد وحدة الارتباط المسؤولة عن إدارة ميليشيا لحد، ثم انتقل ليتسلم مهام رئيس قسم العمليات في هيئة أركان قيادة المنطقة الشمالية لمدة أربع سنوات، قبل أن يُرقى إلى رتبة لواء ويُعين قائداً للمنطقة عام 1998، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 2002.
أشرف أشكنازي خلال قيادته للمنطقة الشمالية على انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من لبنان. ورغم أنه كان من المعارضين لهذا الانسحاب، وحذر من عواقبه إذا حصل من دون اتفاق سياسي، إلا أنه، وفقاً للتقويم الإسرائيلي، قاده بنجاح لجهة أنه تمكن من إتمامه من دون وقوع إصابات في صفوف الجنود خلال تنفيذه.
لكن لم يلبث سجل أشكنازي أن تلوث بوصمة الفشل في منع اختطاف ثلاثة جنود من قبل حزب الله من مزارع شبعا في تشرين الأول عام 2000، بعد نحو خمسة أشهر على الانسحاب «الناجح»، إلا أن نتائج التحقيقات التي جرت حول الإخفاق لم تطله، واقتصرت على عدد من مرؤوسيه، وبينهم قائد فرقة الجولان في حينه. ولكونه قاد الجيش الإسرائيلي على جبهة الشمال لفترة عامين في أعقاب الانسحاب، فإن النظرة الإسرائيلية إلى أشكنازي ترى فيه الواضع الأساسي لقواعد اللعبة بين إسرائيل وحزب الله على هذه الجبهة.
في عام 2002، عُين اشكنازي نائباً لرئيس الأركان. وإبان توليه منصبه الجديد، أشرف على تخطيط وتنفيذ خطة «كيلع» لإصلاح الجيش، التي في إطارها تم تقليص حجم القوات بعدة آلاف. عام 2004، أنهى اشكنازي مهامه، وبعد عام من ذلك، تنافس مع دان حلوتس، الذي هو الآخر من قرية حجور الزراعية، على منصب رئيس الأركان. وبعدما خسر في السباق، جراء تدخل رئيس الوزراء في حينه، أرييل شارون، لمصلحة خصمه، استقال من الجيش الإسرائيلي، وفي ذروة العدوان الأخير على لبنان، عينه وزير الدفاع عامير بيرتس، مديراً عاماً للوزارة.
أشكنازي هو من خريجي كلية القيادة والأركان في الجيش الإسرائيلي، كما أنه خريج كلية القيادة والأركان التابعة لمشاة البحرية في الولايات المتحدة، ويحمل دبلوماً في العلوم السياسية، متزوج وله ولدان. وهو أول ضابط من لواء غولاني يحتل منصب رئاسة الأركان.