«يتصرّف محمد إسكندر بالفحولة نفسها التي يظهرها في أغنياته»، هكذا يعلّق أحد الناشطين في كندا على «تعنّت» الفنان اللبناني إزاء ذهابه إلى كندا وتقديم أغنياته هناك. بعدما نجحت جمعية «حلم» (مونتريال) المعنية بالدفاع عن حقوق المثليين والمثليات في ممارسة ضغوط حجبت عن إسكندر تأشيرة الدخول إلى كندا، ففاتته حفلاته التي كانت مقررة في أوتاوا ومونتريال في الأول من أيلول (سبتمبر)، حصل صاحب «جمهورية قلبي» أخيراً على الفيزا، «بعد ضغوط مارسها سياسيون كنديون من أصل لبناني»، وفق ما يقول رامي باز العضو في جمعية «حلم» في مونتريال.
وكانت الأخيرة قد أطلقت منذ فترة حملة تدعو إلى عدم حضور حفلات إسكندر في كندا (24/8/2012)؛ لأنّها تشجّع على العنف والذكورة وكره المثليين، وخصوصاً أغنيتيه «جمهورية قلبي» و«ضد العنف». يقرّ باز بأنّ الضغوط التي مارسها السياسيون الكنديون أثمرت، إلا أنّه يضيف أنّ منح إسكندر التأشيرة لا بد من أنّه ترافق مع شرط أساسي يتمثّل في عدم تقديم «جمهورية قلبي» و«ضد العنف» خلال الأمسية المقررة إقامتها في مطعم «المزاج» في أوتاوا من دون تحديد موعد لها حتى الآن. علماً بأنّ إدارة المطعم تعهّدت ذلك خطياً. ويضيف باز: «ليس لدينا أي مشكلة في أن يغني للحب والصداقة والتسامح وتقبّل الآخر، لكنّنا لن نسمح أبداً بترويج خطاب الكره في كندا». وختم بأنّ «حلم» تتحفظّ على حقوقها في رفع دعوى أمام السلطات القضائية في كندا، والتظاهر والاحتجاج أمام مكان الحفلة.
لكنّ كل ذلك لا يبدو أنّه سيردع آل إسكندر. فارس نجل الفنان وكاتب أغنياته المثيرة للجدل، يعلّق باستهزاء على حملة «حلم»: «إذا كان كل «فركوشين ونصّ» أبدوا رأيهم، فلا يعني ذلك أنّه يجب الأخذ به!». ويضيف لـ«الأخبار» أنّ التأخّر في الحصول على التأشيرة يرجع إلى «التأخر في تقديمها»، نافياً أن تكون قد رفضت في المرة الأولى من تقديمها. ويذهب فارس بعيداً، مؤكداً أنّ والده قدّم الأغنيتين المذكورتين مراراً في حفلات هولندا والدانمارك، «وهذا موثق بالفيديو». وتكلم على مجلة هولندية أجرت معه حواراً في الفندق وسألته عن «ضد العنف»، فأجاب بأنّ الأغنية تقدّم وجهة نظر سائدة في الشرق إزاء المثليين.
وعندما تسأل فارس عمّا إذا كانت تلك الحملة ستدفعه إلى التفكير، ولو قليلاً، في مضمون الأغنيات التي يكتبها، أجاب بأنّ النجاح المدوي لأغنيات محمد إسكندر دفعت الجمعيات إلى التحرك «بهدف الإفادة من هذا النجاح علّها تقوي وجودها على الساحة وتعوم على أكتاف محمد إسكندر». وبعد أن يدعو إلى التعمّق في الأغنيات لأنّها تتضمن عكس ما يُحكى تماماً، يناقض نفسه حين يقول: «لو عدنا مئة سنة إلى الوراء، للمسنا أنّ عدد المثليين ارتفع بطريقة جنونية، هل يعود ذلك إلى كونهم ولدوا على هذا النحو أم بسبب التربية الرديئة للأطفال؟ الطبيعة التي خلقها الله فينا لا يمكن أحداً أن يتعدى عليها، فهل يريدون إقناعنا بالعكس؟».
من جهته، أشار رئيس جمعية «حلم» في لبنان شربل الميدع لـ«الأخبار» إلى أنّ محمد إسكندر يهين مجتمعه من خلال أغنياته البعيدة عن الرقي في الفن. لكنّ ذلك قلّما يهمّ «سي السيد». ها هو يطلق أمس الثلاثاء أغنية «ودّع العزوبية» التي أراد أن يوجّه فيها «انتقاداً إلى حفلات العزوبية التي تقام في لبنان». محمد اسكندر يضرب من جديد!