الوزير السابق إبراهيم شمس الدين هو من بين الشخصيات التي عوّل عليها «الشيعة المستقلون» عندما عيّن في حكومة عام ٢٠٠٨ وزير دولة للإصلاح الإداري. السفارة الأميركية كانت على اتصال مباشر به، حتى قبل أن يعيّن وزيراً. فهو «الشيعي غير الحليف لحزب الله، ابن الشيخ محمد مهدي شمس» والذي أعجب الأميركيون بنزاهته، كما تذكر البرقيات. قبل أن يعيّن وزيراً، التقت به ميشيل سيسون في مكتبه في شاتيلا، في أيار عام ٢٠٠٨ (08BEIRUT908). شمس الدين عرّف عن نفسه أمام الوفد، برئاسة سيسون، بالقول «لديّ لحية على وجهي، لكن هذا لا يعني أني إرهابي، وأنا ألبس ربطة عنق وهذا لا يعني أني عميل للأميركيين». «أنا شيعي حقيقي، متعصّب للقيم الدينية الشيعية ومؤمن بها»، شرح الوزير السابق وتابع «أنا صديق للولايات المتحدة الأميركية، رغم قساوة هذه الصداقة وصعوبتها».من جهة أخرى، شرح شمس الدين للوفد الأميركي الزائر أن «الاحتلال الإسرائيلي للبنان هو بمثابة الخطيئة الأصلية، وهو سبب كل المشاكل في البلد، وأنه حتى لو حلّت مسألة مزارع شبعا، فإن المقاومة ستبقى».

ثم انتقل شمس الدين الى الحديث عن أن «الشيعة في لبنان مسجونون ويُدفعون الى الزاوية عن طريق التخويف». و«إضافة الى عامل الخوف، هناك عامل المال الذي يبقي المنشقين صامتين» تابع شمس الدين. لكن الوزير السابق يردف أن «أمنيته ليست التخلص من حزب الله ـــ رغم غطرسة قوته ومشروعه للبلد ـــ بل بناء دولة مدنية متطورة تتناغم بشكل كامل مع المبادئ الإسلامية». وهنا يشرح شمس الدين أن «دعوة حزب الله لولاية الفقيه ليست خياراً شرعياً لأنه لم يتم اختيارها من قبل اللبنانيين».
وعن وضع حزب الله الانتخابي، يقول شمس الدين إنه «للأسف، نجح الحزب في تثبيث مثلث المال والقوة والدين لصالحه». ويضيف: «حزب الله يعلّم الناس أن يخيفوا الدولة، وفي كل مرّة لا تستطيع فيها الدولة فرض سيطرتها فإن هذا يعدّ احتلالاً». بعد انضمامه الى الحكومة وزير دولة للإصلاح الإداري، التقى شمس الدين وفداً من السفارة الأميركية لبحث سبل التعاون مع وزارته (08BEIRUT1113)، لكن الاجتماع الرسمي لم يخل من حديث في السياسة، وخصوصاً عن انتخابات ٢٠٠٩ وسلاح حزب الله.
شمس الدين ينقل أن حزب الله يبدو مرتاحاً في الانتخابات المقبلة «لأن القانون الانتخابي لصالحه»، وهو «يدفع ٢٠٠ دولار لكل ناخب لجذب المواطنين». شمس الدين «حاول جاهداً إثبات استقلاليته عن الجميع، لكنه قال إنه يتشارك الرؤى نفسها مع فريق ١٤ آذار»، توضح البرقية. الوزير طرح مع الأميركيين أيضاً موضوع سلاح حزب الله في البيان الوزاري، وشدد على ضرورة أن «يوضح البيان أن للدولة الحق الحصري في اتخاذ قرار استخدام ذلك السلاح». يجب أن يكون أمر السلاح واضحاً في البيان الوزاري «وإلا فسنساهم بوضع حجر آخر في بناء جدار دولة حزب الله»، يردف شمس الدين.