الوضع ليس ممسوكاً وستُضطرون إلى التصفيق بيدٍ واحدة. ورغم أنكم وأننا كما فَلَقْتمونا منذ استشهاد القائد معروف سعد بأننا على مركب واحد وأنه إن غَرِق / كلا ونعم هذه المرة سيغرق المركب ولن يغرق الجميع. سيغرق مَن قادوا هذا المركب للحقبة الزمنية الأطول مذ صُفِع فتى الكتائب الأغرّ كي نستقلّ ولم يُجدِ، مَن؟ لم يُجدِ كل ما درسناه في كتاب التاريخ وكل ما ستحاولون كتابته عن الألفية الثانية والثالثة التي قد تُعلَّم في الرابعة إذا وافق < سامي الحِلَوْ > ـــ وتُلفظ من فضلكم: hilaow ـــ على تحديد العدد الإجمالي لشهدائه بعد أن وافق الحاج رعد على طلب تقدَّمَ به شهداء المقاومة في لَحدهم على لجنة مشتركة من شهداء جميع المقاومات والقدّيسين.
إن محاولة اغتيال الدكتور سمير بالقرب من شجرة اللوبياء البادرية، أي على مسافة من «وردة عمري» الذي ضيّعه هذا الشاب المتنوّر اللامتهوّر إطلاقاً من دون أن أستشهد، بينما ضيّع أعماراً أخرى بالاستشهاد الناجز العديم التأثير يا للهول! يا لأهل هؤلاء الغائبين الى الأبد خاصة ـــ إن كانوا إضافة الى نكبة خسارة أولادهم من ساحة بحمدون الى شرق صيدا الى أطراف جزّين ـــ إن كانوا ممن شَغَلوا على مضض عاسٍ، الشاليهات التي تمدّدت لأجلِهم من طبرجا بيتش وهوليداي بيتش و«صان أون ذا بيتش» حتى سماء صلواتهم على باب الـ«سمايا»، وتمدّدت لاحتضان جمهور وأهالي شهداء المقاومة اللبنانية ضد اللبنانيين الآخرين غير اللبنانيين ونُكِبوا بنوعية استغلال عنصرية من نوعها وهي، ومحاولةً لشرحها، طَبَقيّة بين مارونيٍّ متملّك ومارونيٍّ متشرّد يغلب عليها اتجاه العنصرية المتفشية الناجحة بين اللبنانيين المُقيمين عموماً واليد العاملة الأجنبية.
لم يُصَب الدكتور سمير جعجع، وقد نجا بمعزل عن «وردة عمري»، بسحر رامٍ حمار إن كان هناك من رامٍ... هم يقولون إنهما كانا اثنين، عند هذا الحدّ، الله العليم إذا استثنينا طبعاً الحكيم. ولكن النتيجة كانت حملة دعم لتيار أصولي مسيحي أكثر مما كانت محاولة اغتيال. تيار يمكنه بسهولة أن يمدّ اليد ـــ ولو أنها مصابة على الأرجح في مجزرة إهدن ـــ لتيّار أخيه، أخاه، أخوه وأخٌ للمسلمين على سنيّتهم في البحر العربي المُزَفَّت وعلى سنّة الرسول. لقد راح بعض القوّات بعد الاغتيال اللغز كضحيته عموماً، يُقبلون على تحميل أغاني قديمة لعبد الوهاب ظنّاً منهم أنه لحّن الوهابية بأحلى أشكالها وصاروا يُطرَبون لكوكب الشرق في بيوتهم وليس في المتنزهات وعند شوي اللحم فقط، وفهموا أيضاً قصة منديلها.
ما كدنا ننسى مهرجان 14 آذار للاحتفال بالناجي الثاني بعد البارونة «دو ــ حمادة» وتجديد البيعة لشهيد الوطن الأول ومشرِّع ـــ unfortunately هذا النوع من الهنغارات المُطبِقة على الساحل الفينيقي المجهول على طوله (بحسب ناشيونال جيوغرافيك) ـــ مشرِّعاً عن قصد أو عن غضّ طرف، وذلك فداءً لـ«بيروت عاصمة للمستقبل» مهما عَظُمت الصِعاب والى النصر حتى الزيتونة باي وتُكتب وتُلفظ نكاية فينا: Zeytounay ـــ زيتوناي وتبقى كلمة bay ـــ باي بالإجمال الكلمة الوحيدة الصحيحة كتابةً ولفظاً على كل الطرق المتجهة الى المكان، وذلك حتى تُعرَف يوماً ما قصّته بالضبط، ويُعرَف أيضاً عن القائم الأساسي عليه: شو باي؟
ما كدنا ننسى حتى ----> نلتقي صباح الغد، وللبحث إن أردتم تتمّةٌ فَصِلة.