«وكالة قاسم للأخبار المتعجّلة»

لم أصدق الزميل قاسم قاسم حين أخبرني بالموضوع.. ذهلت ثم ضحكت، ثم غضبت ثم أسفت.. ثم فكرت أنه يجب أن أكتب عن هذه «الحادثة». بكل بساطة، لاحظ الزميل الذي كان يتابع ليلاً نهاراً فقط، و«بوحشنة»، ما يحصل في غزة، مورداً الأخبار العاجلة على صفحته على الفايسبوك، إن إحدى الشاشات الإخبارية ـ كونه أيضاً كان يتابع التلفزيونات ـ كانت تواظب على نشر «الأخبار» التي كان ينشرها، وبمجرد ان يوردها، في الشريط الأحمر أسفل الشاشة!لم يصدق بادئ الأمر، وظن أن مَن يرصد تلك الأخبار، يتابع مصادره نفسها. لكن، وبعد مراقبة بضعة أخبار كان قد نشرها، ثم أوردتها تلك الشاشة بعد لحظات، قرّر، للتأكد (خاصة أنه راهن الزميل حسن عليق) أن ينصب لها فخاً. هكذا، قام بنشر الخبر التالي «القناة السابعة في التلفزيون الإسرائيلي: سقوط شظايا من صاروخ فجر 5 في محيط منزل رئيس الأركان الإسرائيلي بن غانتس في منطقة غوش دان». طبعاً الزميل قاسم، من مواليد مخيم برج البراجنة، وكونه من حاملي البطاقة الزرقاء، فالأرجح أن «حظوظه» بمتابعة ما يجري في محيط منزل رئيس الأركان الإسرائيلي هو صفر.. ولكن ليس هذا هو الموضوع. الموضوع هو أنه بمجرد أن نشر «الخبر» على الفايسبوك، قامت هذه الشاشة بنقله حرفياً على موقعها الإلكتروني «عاجل القناة السابعة الاسرائيلية: سقوط شظايا من صاروخ فجر على محيط منزل رئيس الأركان الإسرائيلي... إلخ»! وبمجرد أن نشر الموقع هذا الخبر، أي خلال الدقيقة الأولى لنشره، أعاد 54 شخصاً أو جهة نشر الخبر.. وطار الخبر ليصل إلى.. وكالات أنباء غزاوية، كان الرفيق قاسم يتابعها قبل أن تتحول هي إلى متابعته، بالطبع عن غير قصد! «ع شويه قلت يمكن عن جد نزل صاروخ على بيت بن غانتس!» قال قاسم ضاحكاً، وغير مصدّق أن ما حصل قد حصل. لكن الخبر استمر بالتفاعل بين قراء الافتراضي وأخذوا يتشاركون نشره بنشاط، (وأجزم بفرح) حتى لحظة كتابة هذه السطور، والله العظيم. ومنذ برهة دخل زميلان عليّ وهما يكادان يموتان من الضحك قائلين إن جريدة منافسة لجريدتنا، نشرته منذ لحظات (الساعة الآن الرابعة والنصف) على أنه حصل منذ دقائق! في حين أن «قاسم قاسم للأخبار المفخخة»، كان قد نشره الحادية عشرة مساء أمس بتوقيت بيروت. يا عالم يا هوو.. (وهو غير ياهوو للبريد غير المضمون)، هل من الطبيعي أن يقوم مَن كلّفته إدارته برصد الأخبار بإيراد خبر منقول عن صفحة فايسبوك بدون التأكد من مصدر موثوق؟ إن هذه الغلطة «قاتوليّة» لسبب أول (قد لا يكون وحيداً) وهو أن مَن «تشاركوا» الخبر الفايسبوكي المدسوس، وثقوا بالقناة الإخبارية، فنقلوه عنها.. وبهذا المعنى فهم غير مخطئين تماماً. الخطأ هو خطأ مَن أورد الخبر على موقع تلك القناة! فالمستهلكين، مستهلكي الخبر، ظنوا أنه قد جرى التأكد من صحته، وخاصة أن الخبر يسهل التأكد منه: فبكل بساطة بإمكان المحرر في المحطة أن يتصل بمراسله هناك في مكان الحدث، ليتأكد من أن منزل رئيس الأركان الإسرائيلي لم يصب.. هذا لو كان فعلاً في «غوش دان» (وهي معلومة من تأليف وتلحين الرفيق حسن عليق حماه الله). يعني أن المراسل هناك سينفي الخبر بمجرد قراءته، إن كان يعرف أولاً: أنه ليس من قناة تلفزيونية سابعة إسرائيلية بل إذاعة، وثانياً إن منزل رئيس الأركان ليس في تلك المنطقة!! وفي الحقيقة كانت ردة فعلي الأولى على «الخبرية» الاتصال بالزملاء في تلك المحطة للفت انتباههم.. لكن الزميل قاسم، صاحب الضمير الحي والمثقل بالعذاب، كونه أوقع عن غير قصد هذه الكمية من الضحايا في الوسط الإعلامي، رجاني ألا افعل لئلا «نقطع برزق حدا، حرام!».. وبالفعل أخافني هذا الأمر، ولو أنني أظن أن مَن يضلّل، بإهماله لعمله، الرأي العام، من نسي الأصول المهنية لجهة التأكد على الأقل من مصدر الخبر،، يجب تنبيهه على الأقل إلى ذلك.. ولكن، ولكي لا يتضاعف الشعور بالذنب عند زميلنا، ولتعميم الفائدة، رأيت أن أكتب القصة لكن من دون تسميات. أما مَن يريد معرفة إن كانت شاشته هي المعنية بهذا الخبر؟ فما عليه إلا مراجعة شريط أخباره العاجلة مساء أمس، ومطابقتها مع صفحة فايسبوك الزميل قاسم قاسم، ويَتَرَحّم على أيام القلم والورقة.

اما الإسرائيليون، الذين لم ينفوا الخبر حتى الآن، فلا شك أنهم لن يفعلوا، وذلك لرغبتهم بالتعتيم على كل ما يمتّ بصلة إلى الأماكن التي تتساقط فيها صواريخ المقاومة، هكذا، يكون المحرر الليلي في قناة إخبارية موثوقة، يقوم بعملهم التضليل عن غير قصد، من دون أن "يربحوا جميلة حدا".

التعليقات
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 11/24/2012 10:46:15 AM

ماذا لو كانت المحطة المذكورة - الغير المعلومة - قد تحققت من بعض أخبار الأستاذ قاسم الأولى ووجدت أن اخباره صحيحة فاتخذ المحرر القرار بنقل كل ما يورده الأستاذ قاسم... وخصوصاً أن "الخبر الفخ" كان خبراً عظيماً ويعلي نسبة الحماس والروح المعنوية لدى المتابعين... أنا لست صحفياً ولا أعرف قوانين المهنة ولا أبرر فعل المحطة التي تنقل الأخبار من دون التأكد من صدقيتها وخصوصاً إذا كانت من موقع مثل الفايسبوك!!! ولكن ما فعله الأستاذ قاسم لم يكن موفقاً أبداً بصراحة... كان مزاحه ثقيلاً برأيي وبغير محله...حالياً أنا لن أتابع الأستاذ قاسم واتمنى أن تفصحي عن إسم المحطة كي لا نتابعها بعد الآن واتمنى ألا تكون الميادين!! شكراً جاد

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 11/27/2012 9:09:19 AM

ما قام به قاسم غير مهني.. ولكن أنتم تركزون على القشور وتنسون صلب الموضوع... وهو أنه يمكن لاي كان أن يبث أخباراً زائفة لتنتشر بين الفضائيات والإخباريات انتشار النار في الهشيم!! يجب أن يعطينا هذا - ويعطي وسائل الإعلام بالضرورة- درساً لا يُنسى في أهمية المصداقية والتحقق من الخبر والمصدر. ربما كانت الأداة غير مبررة لكن النتيجة كانت فضيحة للإعلام بكل معنى الكلمة.

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 11/21/2012 12:49:47 AM

اولا ما قام به قاسم يتنافى مع المهنبية التي اوردتها في مقالك، فهو حتى ولو لم يقصد فقد ضلل الرأي العام ونشر خبراً كاذبا لمصالحه الشخصية، ثانيا لقد هدم قاسم الثقة التي بناها لدى قرائه طوال فترة عمله في الصحافة، فناقلي الخبر وقرائه لم يكونوا بمجملهم صحافيين، فاليوم كل شخص اصبح ناقل خبر من خلال ال"شير" وخاصة انها نشرت على موقع تواصل اجتماعي، ثالثاً وللتوضيح، فالوسيلة الاعلامية التي اوردتها نشرته فقط على موقعها الالكتروني وليس في شريطها العاجل عبر الشاشة(كما ذكرتي في ختام مقالك). وأخيراً عذراً لمهنيتك، لكنه من الواضح انك استرسلت في المقال حتى وصلت بدورك الى عدم المهنية (بدأت بقولك انها نشرت في موقع المحطة وختمتي ان المحطة وضعته في شريطها العاجل) بالاضافة الى تحيزك الواضح لزميلك الذي لا بد وأن نقل اخباراً غير مدقق فيها خلال ترصده الوسائل الاعلامية الاخرى للحصول على اخباره(بالطبع لم يرسل مندوبا عنه الى غزة).

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 11/24/2012 11:24:32 AM

عندما يصف احدهم نقده، المبني على عدة عوامل شخصية، ومتنكرا بالمجهولية انه بنّاء فاعلم ان الكاتب هو بنفسه من يريد أن يصدق ذلك!. القراء هم من يجب ان يتخذوا هذا القرار..اما حين يصدر عن "قلب محروق" ومستاء ممن ضبطه ويده في الخرج كما يقال، فهو لا يعود بناء ولا نتفة! لقد نصب الشباب فخا لمحرر كسول او تعب، وبكل الاحوال شخص لم يقم بعمله، منذ ما قبل الفخ ، ولذلك وقع فيه..أراد الصحافيان ان يتأكدا مما لم يكونا يجرؤا على تصديقه: هل يعقل ان يقوم محرر بمحطة اخبارية نشيطة وذات مصداقية مستمدة من مصداقية العاملين فيها وهم كثر، بنسخ أخبار يوردها صحافي آخر، فرد وحيد، على صفحته الفايسبوك؟ اذا الهدف لم يكن الفخ او الضحك بل التأكد من واقعة وقعت، وهي لذلك كما يقول زياد "واقعة" بمعنى المصيبة،اي النسخ المنتظم عن صفحة الزميل قاسم بدون التأكد من مصدر ثان! "دابل تشيك" يسمونها في عالم الصحافة واصولها..لذلك يا بني "البناء"، لا فائدة من كل هذا القهر والحملة على الزميل قاسم قاسم الذي كانت له فضيلة فضح الخطأ.. وبالتالي الحيلولة دون تضليل الرأي العام، الذي كان زميلك او انت، بصدد الاستمرار به..بغفلة عن إدارتكما..اما الزميل قاسم فلم يخسر مصداقيته ولا نتفة كما تتمنى او تريد ان يحصل بتحريضك الواضح عليه. فهو ليس وكالة انباء ولا محطة إخبارية ..وهو تعلم قاعدة "دابل تشيك" ويطبقها في شغله..وإن أخطأ وهو شيء يحصل لنا كلنا، فهو يعترف بذلك ولا يفعل ما تفعله بدافع الإنكار. ضحى شمس

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 11/21/2012 3:20:16 PM

أتمنى من الزميل المجهول الشباصي ان يخبرنا عن مهنية المحطة التي يعمل بها

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 11/22/2012 6:30:00 PM

دعونا لا نحول الانظار عن جريمة قاسم .....الإساءه لوسائل الإعلام الوطنية و "الأخبار".

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 11/27/2012 9:15:23 AM

ولو أني لا أدافع عن السيد/ قاسم، لكن يبدو أنك أنت من يريد تحويل الأنظار عن الجريمة الكبرى... وهي جريمة ثنائية: 1 - سرقة الأخبار 2- نشر الخبر بدون التحقق من صحته مصادر الأخبار الكاذبة كثيرة جداً... وعندما أنشر أنا كفرد خبراً غير موثق أمر، ولكن عندما تنشر قناة "إخبارية" خبرها بدون التحقق منه فهو أمر آخر وجريمة أخرى لا يمكن مقارنتها بالـ"كذبة" الأولى!

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 11/20/2012 5:17:26 PM

"بدون ذكر اسماء" هي طريقة للقول ان الخبر غير صحيح سيبقى الخبر مشكوكا به حتى تذكروا لنا الاسماء فانا لا اتابع الميادين ولا اتابع ما يجري في غزة .. ان كان الخبر صحيحا .. نرجو ذكر الاسماء لتقوم القناة المعنية بالرد ولتكن حرب الحقيقة علنية ولا تعاود فعلتها النكراء مهما كانت القناة

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 11/20/2012 3:33:56 PM

كنّا نسمع ذات زمان مضى أنّ هناك فخّا آسرا اسمه الكلمة المطبوعة، إذ كان يدخل في روع المتلقّي أنّ ما يحويه كتاب أو صحيفة هو صحيح بالضرورة، في مقارنة مع الكلام المنقول مشافهة. فكيف لم نفطن الآن إلى أنّ دواوين الغيبة والنميمة والثرثرة والغثاثة والشتيمة والسوقيّة صارت (تُطبع) في كلّ مكان وكلّ بيت وكلّ شارع، فلكلٍّ شاشتُه وأزرار طباعته ووسيلة نشره وجمهوره العريض! وما همّ إن كانت المادّة شخصيّاتٍ تغتال معنويّا، أوأوطانا تحترق، أودماء تسيل، أوقضايا تباع بينما نحن شهود على المذبحة! لعلّ الخلاصة هي أنّ حرّية نشر المعرفة ما هي إلّا خرافة، إذ كلّ خطوة في طريق التوعية والتنوير تقابلها خطوة في طريق التعمية والتجهيل، في سباقٍ محمومٍ الغلبةُ فيه لمن يصرّ على عدم التخلّي رغم انقطاع النفَس. هيفاء ذياب

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 11/20/2012 3:27:44 PM

أعزّائي، تؤشّر الحكاية الّتي كنتم شهودها (بل ضالعين في تظهيرها) إلى خلل مردّه أساسا إلى الكسل المهنيّ والاستسهال من قبل من يُفترض بهم أنّهم أصحاب الاختصاص (والصنعة). ولكنّ التمعّن في الصورة ينبئ بما هو أعمّ. الفضاء الإلكترونيّ متاح لكلّ أنواع المهتمّين نشرا أو تلقّيا، ولكلّ أنواع المعلومات صحيحةً أو مختلَقة، ولكلّ أنواع التحليلات سخيفةً أو رصينةً، بنّاءةً أو مغرضةً وضيعة. المرعب أنّ الفطنة تنقص عامّة المتلقّين، ما يعني أنّ التمحيص في أصل الخبر والرأي غير متاح. ولكنّ الأكثر إرعابا أنّ الكسل الذهنيّ عن التمحيص يصدر أحيانا (وهي أحيان غير قليلة) عن من يُصنّفون بأنّهم من الخاصّة! يتداول الناس عبر وسائل التواصل الإلكترونيّ أخبارا لا يقبلها العقل الّذي يتمهّل لحظات ليتفكّر، فما بالها تمرّ دون أن يلتقطها أهل الخبرة والرأي (ولو لم يكونوا إعلاميّين أصلا)؟ كمٌّ هائلٌ من الإشاعات المسيئة ازدهر سوقه في السنوات الأخيرة في ظلّ التقاتل المذهبيّ والطائفيّ والمصبوغ سياسيّا، ودخلت وسائل الإعلام من فضائيّات ومواقع إلكترونيّة في المعمعة، وكثير منها يعرف ما يفعل، ويمتهن صناعة التزوير والافتراء وصولا إلى الغرض. يتبع

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 11/20/2012 11:31:22 AM

هل هي الميادين؟؟

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 11/19/2012 8:38:27 PM

يمكن يكون فعلا هناك صاروخ سقط بقرب بيت رئيس الأركان الاسرائيلي و تكتمت عليه اسرائيل او انها ستستغل هذا الخبر لمصلحتها عسكريا او إعلاميا  

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 11/19/2012 6:19:04 PM

بعدين هاي مرحلة حساسة والعالم ناطرة اخبار من اي مصدر. مجدداً ما كتير زابطة.

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 11/19/2012 6:15:44 PM

جريدة السفير وناقلتها عن الميادين !!! اللي اخد الخبر بكونوا اخدوا عن ثقة بقاسم!! واللي عملو قاسم مهضوم بس مش زابطة منو ابداً !!!

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
شاركونا رأيكم