استمرت تداعيات حلقة يوم الثلاثاء الماضي من برنامج «الزعيم» على قناة «الجديد» (20:40) بالتفاعل في مدينة طرابلس، بعدما وصفت المشتركة جيهان عازار أهلها بعبارات اعتبروها مسيئة. فريق عازار الذي يحمل اسم «الحل عَ السكة» حلّ ضيفاً على عاصمة الشمال اللبناني الأسبوع الماضي بهدف تنفيذ مشروع إنارة ثمانية من شوارعها. لكن أثناء التصوير في محلة «الغرباء» في منطقة الزاهرية، تعرّض شابان ملتحيان يركبان دراجة نارية لفريق البرنامج، وحاولا منعه من إتمام مهمّته، فما كان من «الزعماء» إلا أن جمعوا أغراضهم وغادروا. في حلقة الثلاثاء الماضي، وصفت عازار الطرابلسيين بأنّهم «لا يشبهون اللبنانيين»، هي التي كانت قد طلبت العودة فوراً إلى بيروت إثّر تعرّض فريقها للهجوم نتيجة خوفها من تفاقم الموضوع. كلام المتسابقة استفز أهل المدينة المحرومة. «بتنا ننظر إلى أنفسنا في المرآة. ونسأل هل نحن فعلاً لا نشبه اللبنانيين؟»، يقول أحد المعلقين على فايسبوك. ويضيف آخر: «نحن فعلاً لا نشبه بقية اللبنانيين. نحن أفضل منهم!».

وأمس، طالب رئيس البلدية نادر غزال البرنامج «بالاعتذار عن الإساءة لطرابلس وتشويه صورتها»، مضيفاً إنّه «استقبلنا الفريق ورحّبنا به وقدّمنا له كل ما بوسعنا»، معتبراً أن «هذا الحادث يقع في أي منطقة لبنانية».
لكنّ غزال بدا مربكاً عندما سئل عن سبب عدم طلبه من عناصر الشرطة مواكبة الفريق في جولته في المدينة، وخصوصاً أن أغلبهم يزورونها للمرة الأولى، كما أنّه لم يعلّق على أسئلة وُجهت إليه على الموقع الأزرق مثل: «لماذا صفّقت مع الحضور لكلام عازار في قاعة البلدية فور وصولها إلى طرابلس عندما قالت إنها توقعت أن تجد في طرابلس خيماً وجمالاً». أحد المعلقين رأى أنّه كان حريّاً برئيس بلديته «التصدي للإساءة في وقتها».
وفي إطار محاولة احتواء الموقف، زار زميلا عازار في البرنامج مالك مولوي وجوزف ونيس أمس عاصمة لبنان الثانية. وشدد الأخير على أنّ «كل اللبنانيين يشبهون بعضهم»، فيما رأى مولوي أنّ كلام عازار «يمثلها شخصياً»، مضيفاً إنّها «اعتذرت عنه». وحاول مولوي تبرير كلام زميلته، قائلاً إنّها «كانت مرتبكة، وليست ناضجة سياسياً، وكلامها جاء عفوياً»، محمّلاً المجتمع اللبناني المسؤولية «لأنّ فئاته منغلقة على ذاتها».
انتهت حلقة «الزعيم»، لكنّ السجال لم ينته. وتبين أنّ البرنامج لا يزال «فرخ زعيم»، وفق رأي بعضهم، وأنّ الاستياء من كلام عازار كما التبرؤ منه «حفلة تكاذب» على الطريقة اللبنانية، وتهرّب من المسؤولية، ومحاولة حجب الواقع على طريقة دفن الرؤوس في الرمال!