تونس تزداد بعداً عن تاريخها يوماً بعد آخر. في وقت تزداد فيه الحملات الظلامية وقمع الاحتفالات وعروض الرقص في الشارع، ها هي حركة Femen النسوية تُطلق صرختها، داعيةً إلى حملة واسعة للتعري تضامناً مع التونسية أمينة تيلر (19 عاماً) التي نشرت أخيراً صورتين عاريتين لها على مواقع التواصل الاجتماعي. وتأتي هذه الدعوة اثر اختفاء أمينة يوم الجمعة الماضي، بعدما دعا الداعية التونسي عادل العلمي إلى «إقامة حد الجلد والرجم عليها حتى الموت».
وعلّل مؤسس «الجمعية الوسطية للتوعية والإصلاح» دعوته بأنّها طريقة كي لا «تكون أمينة مثالاً سيئاً لأخريات». وأعلنت Femen على صفحتها الخاصة بفرعها الفرنسي على فايسبوك أنّها حاولت الاتصال بالفتاة التونسية «لكن من دون جدوى». وكانت هذه «الخطوة الجريئة» قد أثارت جدلاً كبيراً في الشارع التونسي، ما أعاد إلى الأذهان حادثة نشر الناشطة المصرية علياء المهدي صوراً عارية لها عام 2011. وتضامناً مع أمينة، نشرت فتاة تونسية أخرى تدعى مريم صورة عارية لها على فايسبوك، كاتبةً: «تضامناً مع أمينة وكل النساء العربيات، لا أحد يملك حق إقرار الحياة أو الموت لنا»، قبل أن تلحق بها أخريات ممن عرضن صوراً لهن عاريات ونشرنها في أكثر من صفحة تعود إلى الحركة في بلدان عدة حول العالم.
الحركة الأوكرانية الشهيرة التي تتخذ من العري وسيلة لاستقطاب الإعلام والرأي العام إلى قضايا المرأة في مختلف دول العالم، أصدرت بياناً وقّع عليه أكثر من 30 شخصاً أعربت فيه عن قلقها على مصير أمينة، مطالبةً السلطات التونسية بحمايتها ضد هذه التهديدات. ودعت إلى محاسبة مطلقي التهديدات وسوقهم إلى القضاء، معلنةً أنّها خصصت يوم الرابع من أبريل (نيسان) المقبل يوماً عالمياً للدفاع عن أمينة.
وفيما تناقلت وسائل الإعلام العالمية معلومات تؤكد اختفاء أمينة في «مكان مجهول»، أعلنت Femen أنّها حصلت على شريط فيديو لسيدة تزعم أنها عمّة أمينة، حيث تقول إنّ الفتاة «تعيش حالياً مع عائلتها»، مؤكدةً أنّ العائلة «تشعر بالعار تجاه ما قامت به». وطالبت السيدة الحركة بوقف حملة الدعم. وفيما أشارت «فيمن» إلى أنّها لا تستطيع التحقق من شخصية السيدة المذكورة، شددت على مواصلة حملتها لدعم أمنية «بطلة الحرية».
وتعتبر الفتاة أوّل تونسية تنشر صوراً عارية لها على الإنترنت. في الصورة الأولى، كتبت على صدرها بالإنكليزية: «تبّاً لمبادئكم»، فيما كتبت في الثانية: «جسدي ملكي ليس شرف أحد». وكانت أمينة قد أكدت خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة «التونسية» أنّ تصرّفها هو عبارة عن «حركة احتجاجية» بالتزامن مع احتفالات «يوم المرأة العالمي»، ومع إعلان إنشاء فرع لـ«فيمن» في تونس.