انكشفت اللعبة في كازينو لبنان. تجّار الأسهم عمدوا خلال الأشهر الماضية إلى التلاعب بسعر سهم الكازينو. العرض والطلب والشائعات هي أدوات اللعبة. أهدافها تكمن في دفع سعر السهم نزولاً وشرائه بسعر منخفض قبل توزيع أنصبة الأرباح. لكن من أين يموّل الكازينو توزيعات الأرباح؟بعد انقطاع دام نحو شهر، عاد أمس كازينو لبنان إلى عقد اجتماعاته. الجلسة كانت مخصصة لأمرين؛ المصالحة بين الأعضاء المتخاصمين، وانخفاض سعر السهم إلى مستويات متدنية ودفعه من خلال توزيع أنصبة أرباح.

بالنسبة إلى الأمر الأول، كانت الجلسة المذكورة عبارة عن جلسة مصالحة بين رئيس مجلس الإدارة حميد كريدي، وعضو المجلس هشام ناصر، بعدما كال كل منهما للآخر كلاماً من كل نوع في الجلسة الأخيرة. غير أن هذه المصالحة ليست الأولى من نوعها في مجلس إدارة كازينو لبنان، حيث استمرت المعارك بين الأعضاء وازدادت حاجتهم «إلى شيخ صلح... هو مجلس غير متجانس، تخلّله الكثير من المعارك الطاحنة حول مشاريع مختلفة ورغبات كل طرف في اقتطاع حصّة منها»، يقول مصدر مطلع على كواليس الكازينو.
إلى جانب هذا المشهد، كان الحديث عن انخفاض سعر سهم الكازينو إلى 450 دولاراً في صلب النقاش الذي دار في جلسة مجلس الإدارة. انتهى النقاش بالاتفاق على توزيع أنصبة أرباح بقيمة 25 دولاراً عن كل سهم خلال الشهر المقبل. القرار كان مفاجئاً ومخالفاً لكل التوقعات والمؤشرات عن صعوبات يعانيها الكازينو وتقلّص أرباحه بسبب الأوضاع الصعبة التي يشهدها لبنان، والتي قلّصت المداخيل من لعبة القمار ومن الحفلات. إلا أن كل التوقعات والمؤشرات استخدمها بعض النافذين في الكازينو من بين الإدارة وأعضاء مجلس الإدارة بهدف التلاعب بسعر السهم، فما تبيّن لاحقاً أن حركة البيع والشراء في السوق مقتصرة على جهات معدودة، بعضها يعرض بيع كميات من الأسهم بسعر منخفض وبعضهم يشتري... في النهاية، تمكنوا من الضغط على الكازينو واستنزاف أمواله في توزيع أنصبة أرباح جديدة سيتم اقتطاعها من الاحتياطات المالية.
في النتيجة، هذا التوزيع هو الثاني من نوعه خلال 2013، لتصبح توزيعات الكازينو الإجمالية 560 دولاراً عن كل سهم، وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع سعر السهم خلال الأيام المقبلة، ليعود إلى مستواه الفعلي بعد همروجة التوزيع. فسعر السهم انخفض خلال التداولات في الأشهر الماضية بنسبة 23.7% ليبلغ 450 دولاراً، وبالتالي فإن أي ارتفاع هو مصطنع بين تجار الأسهم.