أعياد بيروت تنعى صباح فخري فنيّاً
أهان مهرجان أعياد بيروت الفنان صباح فخري قبل أن يهين الجمهور الذي جاء لمشاهدته في حفل الثالث عشر من آب في أسواق بيروت التجاريّة. استغلّ المهرجان تاريخ الرجل وصورته وشهرته من دون أن يأخذ في الاعتبار سنّه وحالته الصحيّة، فشكّل حفله صدمة للجمهور اللبناني والسوري والعربي الذي تقاطر لسماع ملك القدود الحلبيّة ينضح بروائعه.
كان صاحب «يا مال الشام» منهكاً كالشام وغير قادر على الوقوف. لم يقوَ على الغناء فأحيا ابنه أنس فخري الحفل. استاء قلّة من الحضور وغادروا الحفل وبقي القسم الأكبر، آملاً في شدّ الفنان السوري عزيمته والغناء، حتى استسلم الجمهور أخيراً واستمتع بأغاني الفنان بصوت ابنه الذي أحسن أداءها وأطرب الجمهور مع مشاركة بسيطة لوالده الذي لم يسعفه صوته إلا قليلاً ورقص أكثر ممّا غنّى وأمضى معظم الحفل جالساً على كرسي بجانب ابنه الذي يغني.
هل هكذا يكرّم المهرجان الرجل الذي دخل كتاب غينيس للأرقام القياسية، بعد أن غنى في مدينة كاراكاس بفنزويلا لمدة ثماني عشرة ساعة متواصلة؟ أما كان الأجدى بهم الإعلان أنّ أنس فخري هو الذي سيحيي الحفل مع حضور والده كضيف شرف؟ لماذا تاجر المهرجان باسم صباح فخري وغشّ الجمهور حتى نفدت بطاقات الحفل منذ الأيام الأولى لصدورها كي يفاجئ الجمهور بأنّ الرجل لن يغنّي في الحفل؟
تبقى هذه الأسئلة برسم القيّمين على المهرجان الذي جاء متنوّعاً هذا العام ليقع في مطبّ عدم الاحترافيّة والمتاجرة باسم فنان عظيم وغشّ الجمهور.
وائل قبيسي