أطلقوا سراح التركيّين

الفيديو الذي بثّته منذ أيام قناة «ال بي سي» للطيارَين المخطوفَين مراد أكبينار ومراد أقجا، أصابني، على «عاديّته» في مثل هذه المناسبات، بشعور قوي بالخجل والندم. الخجل، لأني تذكّرت اسم قائد الطائرة مراد أكبينار، قبطان خط بيروت اسطنبول، في رحلاتي المتعددة إلى تركيا، يُحيّينا نحن الركاب ويتمنى لنا رحلة سعيدة ويشكرنا لأننا اخترنا الطيران التركي.

صحيح أنها جملة كلاسيكية تتردّد في كل رحلات الطيران، لكن هذا الرجل في وقت ما، كان مسؤولاً عن حياتنا، وكان أمينا عليها. فجأةً، أصبحت للرجل ملامح، بعد أن كان مجرد اسم تركي لا ملامح له... اسم تبرّر تركيّته وحدها، (يا للسخافة)، ووجوده بالصدفة على طريق المطار، خطفه، لمبادلته بلبنانيين.
لم يعد التواطؤ «الوطني» ممكناً مع الخاطفين، الذين لا أعرفهم أيضاً، والذين افترضت أنهم قريبين من أهالي المخطوفين اللبنانيين.
خجلت فعلاً. كيف أفعل؟ أنا التي واكبت نضال أهالي المخطوفين في الحرب الأهلية اللبنانية طوال عشرين عاماً، اي منذ عودتي إلى لبنان، بشتى الوسائل، وأصبحت قريبة منهم لدرجة أن أحاسيسي أصبحت تشبه أحاسيسهم؟ كيف لا أغضب لاستخدامهم الوسيلة الوسخة التي استخدمها المجرمون من الخاطفين مهما كانت مبررات هذا التصرّف؟ وكيف يكون مواطن، لا علاقة له لا بالخطف ولا بالتواطؤ الحكومي التركي مع الخاطفين السوريين برعاية خليجية ولبنانية، مسؤولاً عمّا اقترفته حكومته أو تقترفه؟ صحيح أن هذا الكلام ينطبق على المخطوفين اللبنانيين، ولكن أليس في مثل هذه الأوقات نظهر إنسانيتنا ونختبر مبادئنا؟ وكيف لنا أن لا نأبه لمعرفتنا بأن الرجل بريء وأن له، مثل عائلات المخطوفين اللبنانيين، أولاداً وزوجة وأماً وأباً يقلقون ولا ينامون الليل وهم يفكرون به: يا ترى هل يأكل؟ هل هو مريض؟ هل هو حزين؟ هل هو في مكان آمن؟ هل طاله انفجار الضاحية مثلاً؟
كيف لنا أن نلوم الحكومة التركية لأنها لا تأبه لدموع أولادنا ثم نقوم بما قاموا به إن كانوا هم فعلاً المسؤولين عن الخطف أو استمراره.
حقاً إني خجلة. ندمت لأني سكتُّ عن الموضوع، والسكوت كما تعلمون علامة الرضى، وإن كان للسكوت سببه، فالسبب هو بلا شك «الدرس» الذي أخذناه جميعاً من تركيا التي لم تتحرك للضغط (على الأقل) على الخاطفين من أجل إطلاق سراح اللبنانيين المخطوفين في أعزاز إلا عندما خطف لها آل المقداد، وهم عشيرة قوية، مواطنا آخر منذ شهور، ما أدى إلى إطلاق سراح مخطوفين لبنانيين بدلاً من ابن المقداد المختفي حتى اليوم.
يعني أن الحكومة التركية لم يكن بيدها الضغط على خاطفي ابن المقداد، الذي يبدو أن مكان خطفه أقرب إلى العاصمة، فـ«مانت» على خاطفي أعزاز بإطلاق سراح اثنين من رهائنها لإطلاق سراح مواطنها المخطوف في لبنان. فإن كان بإمكانها أن «تجود بالموجود» في حالة ابن المقداد، فلمَ لا يغري هذا التصرف بدلالاته العميقة على مسؤولية الأتراك وصلتهم بخاطفي أعزاز، أهل المخطوفين؟
وأياً يكن، ففي النهاية أستطيع الغفران لأهالي المخطوفين المكلومين، ولكني لن أستطيع الغفران لنفسي.

في الحروب الوسخة، الأبرياء وحدهم يدفعون الثمن، فلنكن أكرم.. ولنتذكّر أولاد الطيارين وعائلتاهما اللتان تنتظراهما، ولنتذكر شهداء «مافي مرمرة» الذين ضحّوا بحياتهم لكسر الحصار على قطاع غزة..
لنطلق سراح المُرادين. وفي رأيي المتواضع إن الرأي العام التركي سيحفظ لنا الجميل، جميل أننا لم نتحوّل إلى مجرمين كما أراد خاطفو اللبنانيين الأبرياء.. وأننا احتفظنا بإنسانيتنا لنتيح لهم أيضاً أن يحتفظوا بإنسانيتهم.

يوتيوب فيديو
LBCI News- خاص الـLBCI :تسجيل صوتي للمخطوف التركي مراد اقجا
التعليقات
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 12/29/2013 1:36:35 PM

المقال من النوع الفلسفسي و مش مباشر يعني ضحى موافقة على الخطف بس بطريقة مش مباشرة طبعا اي شخص تركي له علاقة بخطف شخص لبناني من قبل الحكومة التركية لأن اللي حط المعادلة هو اللي بدو يحلها مش التلميذ يعني الاستاز هو تركيا مش و التلميذ هن اللينانية

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مظلوم مظلوم - 9/13/2013 11:40:03 AM

يعني معليش.. بس انت واللي عم يأيدوكي تبقوا فرجوني التأييد للست ضحى وأسفها وندمها لو بيك أو عمك أو خيك اللي مخطوف.. مش تجي تحكي بالإنسانية وبالآخر الحكومة التركية مش سألانة عن أهل المخطوفين اللبنانيين وعم تدعم خاطفينهم.. وخيفانة على أهل المخطوفين التركيين.. دخلك أهلنا المخطوفين بأعزاز المعروفين إنهم مرضى وكبار بالسن عم ياخدوا دواهم؟ معليش بس شوفي القصة من منظارين مش من منظار واحد.. بدنا نحمل هم الغريب ونحنا ما حدا سائل عنا.. عيب!

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 9/12/2013 7:57:00 PM

الخاطف قد يكون له مأرب سياسي لتأجيج الوضع في لبنان ليكون التالي بعد سوريا او لديه اى مأرب سياسي اخر و من قام بخطفهم ليس فردا او افراد لان الافراد غير قادرين على اخفاء مخطوفين لفترة طويلة. لكن لماذا تركيا لا تفرج عن المخطوفين اللبنانيين اذا كان يهمها المخطوفين التركيين و السبب ان تركيا على استعداد للتضحية بالشعب التركي باكمله مقابل ان تبقى سياسة اردوغان.

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

إسراء الفاس إسراء الفاس - 9/12/2013 4:28:16 PM

ما فيني إلا ما أيدك بالرأي. ما بعتقد الطيار كان له دور برسم السياسات الخارجية لتركيا، ولا سمعنا ان في علاقة بينه وبين جهاز الاستخبارات التركي المتهم بتشغيل خاطغي اعزاز.. المخطوفين التركيين أبرياء تماماً كما المخطوفين اللبنانيين في سورية، القضية جوهرها واحد ولو اختلفت في الشكل، خطف الأبرياء مشين.. ولو أن فرضيات من خطف تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات..

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول مجهول - 9/10/2013 8:41:01 PM

تحياتي للكاتبة علي هذا الفكر الحضاري...

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 9/5/2013 4:21:06 PM

بتعرفي كيف الممثل بينجح لما بحس بل دور اللي اخدو وبيجسدو على امر الواقع وغير هيك بيكون ممثل نفسو وبس ! إنو شو بنعمل بنضل نشحد اعتراض من شي مسؤول او شي نائب، أي انا مني راهب وضلينا ناطرين يرجعو اهلنا والصورة اللي عم ترسميها ملونة ب ألوان فرحة وفيها رفاهية وطيران ، نحنا ناس نجبلنا بل غدر والحقد ع مر التاريخ، ما حدا هامو كيف عايشين. انا مبدي كتف إيديي واعقد انطر نشرة الاخبار لا يمثل عليي شيي ممثل من ولاد لازينا إنو في مبادرة ويلا ونطروا وقبل العيد بيوصلو متل السيد موسى ضلينا ٣٠ سنة نستنكر ووينو هلاء بيكفيني شرف المحاولة مش استنكار وتمثيل

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 9/5/2013 7:07:42 PM

مزبوط يا جعفر... انا بمثل نفسي وقناعاتي. طبعا بطمح يكون كلامي لسان حال كتار بالمجتمع وهيدا بيسموه تمثيل رآي عام، وبكذب اذا بقلك انو ما بيزعجني كون عم فكر هيك لوحدي، بس انا مقتنعة باللي عم قولو. لما بتشتغل عشرين سنة ع قصص المخطوفين، بتفهم شو عم قول. واذا دولتنا المجرمة ما بتبالي بمواطنيها فهيدا لانها بتعرف انو وقت الانتخابات بتشتري المواطن اذا عايزتو، يعني هوي كمان فاسد ولو انو فقير. لانو الاخلاق بتتجرب وقت الزنقة. ما قللك الامام علي او ابو ذر "عجبت لامريء جاع اطفاله فلم يخرج على الناس بسيفه"، ما بظن قصدو يطلع يشلح ويسرق.. قصدو الثورة عالظلم .. عالاساس<< يعني على الظالم مش ع المظلوم. بدك تعمل شي؟ اعملو ضد اللي عم يظلمك.. مش ضد البريء. شو عم نعمل تنغير هالدولة؟ فيني احكيلك عن "ممثلك" المذهبي بالبرلمان من غير ما تسبلي؟ مع انو اكيد ما بيمثلك.. طيب. ونحنا؟ لما بيتخرج الصبي مش كل العيلة بتجتمع منشان تفوتو بالواسطة عالجمارك؟ ليه ع الجمارك؟ لانو "فيها مصاري"! يعني سرقة ورشوة .. بعرف الحق مش عليك انت شخصيا. وانه في تراكم وصار الوضوع فلتان. بس التغيير ما بيصير بهيدي العقلية.. بكل مودة. ضحى شمس

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 9/5/2013 10:50:26 AM

لاسباب كهذه يجب ان نزيد مشاركة المرأة في حياتنا السياسية

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول مجهول - 9/4/2013 6:33:51 PM

وينك عالفيسبوك؟

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 9/6/2013 11:34:20 PM

بطلت. هالايام ما بينطاق الفايس.. يعني العدوانية والتوتر والتشويش مش طبيعي. بعدين ع اساس هيدا للتواصل الاجتماعي عم شوف انو صار العكس تماما... بلاه وبلا زوكربرغ والجواسيس والجيوش الالكترونية. لو بيصرلي ارجع ع القلم والورقة ما بقول لا. مودتي

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

تمارا تمارا - 9/10/2013 11:33:51 AM

برجع بقلك معك حق... مع إحترامي.. تمارا

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 9/4/2013 5:50:51 PM

بعرف انو صعبة هيدي العبارة وانا كتير بكرهها بس يا ست ضحى بدك فت خبز لما بتفترضي انو الخاطف قريب لاهالي المخطوفين او يسعى لخدمة قضيتهم ليش ما يكون الهدف تحويل الانظار عن قضية عادلة بكل ما فيها لتلويثها بجريمة خطف لا تمت لهم بصلة ولا توم والصاقها بقضيتهم اليس هناك احتمال ان يكون الخاطف هو نفسه خاطف اللبنانيين ؟

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
شاركونا رأيكم