تونس | أنقذ وزير الثقافة الجديد مراد الصقلي مجموعة «مسرح فو» التي أسّسها الثنائي رجاء بن عمار ومنصف الصائم في الثمانينيات، من فقدان فضاء «مدار قرطاج» الذي يستغلانه منذ 20 عاماً.إذ أرادت بلدية قرطاج أخيراً عدم تجديد العقد مع «مسرح فو»، وبالتالي مغادرة المجموعة للفضاء الذي ارتبط باسمها. لذا، قرّر الوزير أن تتحمّل وزارة الثقافة تسديد ديون رجاء بن عمار ومنصف الصائم لبلدية قرطاج.

ومثّل هذا القرار مصدر ارتياح كبير، إذ كادت مجموعة «مسرح فو» تعود الى الشارع مع خسارة الفضاء الذي عملت كثيراً كي يكون قبلة للمبدعين والفنانين.
سدّد وزير الثقافة مستحقّات
الفرقة لبلدية قرطاج
الحجّة التي استعملتها بلدية قرطاج هي عدم سداد «مسرح فو» بدلات الإيجار، ما أدّى إلى تراكم الديون التي بلغت حوالى ٤٥ ألف يورو. واتهمت البلدية رجاء بن عمار بعدم استعدادها لدفع ديونها رغم الجدولة المستمرة أكثر من مرة. وأشار مساعد رئيس بلدية قرطاج زياد الهاني إلى أنّ المجلس البلدي مؤتمن على المال العام، وبالتالي لا يمكن أن يتراجع عن ملاحقة مجموعة «مسرح فو» من أجل سداد الديون أو إلغاء العقد. ونفى الهاني أن تكون للمجلس البلدي لقرطاج أي مشكلة شخصية مع الفرقة المسرحية.
وعلى رغم إقرارها بالديون المتراكمة، إلا أنّ رجاء بن عمار تعتبر أنّ بلدية قرطاج تعمل على إجهاض مشروعها منذ عام ٢٠٠٠ حين رفعت دعوى قضائية من أجل إخراج الفرقة من «مدار قرطاج» يومها، خسرت البلدية القضية. وفي عام ٢٠٠٢، أُخرجت المجموعة من الفضاء بعد تقديم مسرحية «وراء السكة» التي صوّرت معاناة خريجي الجامعات من العاطلين عن العمل، ما أغضب السلطة آنذاك التي سعت الى طرد المجموعة من فضاء «مدار قرطاج». ولولا التفاف المسرحيين والمبدعين، لضاع الفضاء الى الأبد وتواصلت متاعب المجموعة مع البلدية حتى بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي. رفعت البلدية دعوى أخرى عام ٢٠١١ لإخراج الثنائي من الفضاء، وحكم القضاء لصالح البلدية. لكنّ وزير الثقافة آنذاك عز الدين باش شاوش تدخل لتسوية الديون.
جولة جديدة من معركة طويلة تربحها مجموعة «مسرح فو»، لكن لا شيء يضمن أن لا يتكرّر طلب بلدية قرطاج بإخلاء فضاء «مدار»، في حال عجزت رجاء بن عمار عن دفع بدل الإيجار في الوقت الذي تراجع فيه الإقبال على النشاط الثقافي.
معاناة الثنائي رجاء بن عمار ومنصف الصائم تعدّ جزءاً من معاناة أكبر، يشترك فيها كل أصحاب الفضاءات الخاصة، أمام تراجع دعم وزارة الثقافة لهذه الفضاءات طيلة عامين من حكم الاسلاميين، حيث تقلّصت ميزانية الوزارة المخصّصة للثقافة الى النصف.